اعتاد المشاهد العربي على رؤية النجوم في برامج رامز جلال والتي تعنى بالمقالب وتتمحور دوماً حول أفكار مجنونة كثيراً ما تُظهر جانبا غير معروف لدى الفنان ولكنها في المقابل تجد رواجاً كبيراً رغم كل الهجوم الذي يطال تلك البرامج سنوياً وعدد القضايا التي تُرفع ضدها، ومع ذلك مازال رامز مطلوباً ومازالت برامجه هي الأعلى مشاهدة في الفضاء العربي، من قبل نفس الجمهور الذي ينهال عليه بالانتقادات. هذا النجاح الجماهيري الذي يحققه رامز عبر برامجه وبالأرقام جعل الكثير من المشاهير يطمعون بأرقام مماثلة ما جعلهم يتوجهون إلى تقديم برامج مقالب للإيقاع بزملائهم، لدرجة أننا لم نعد نشاهد النجوم في برامج حوارية فنية، بل في برامج المقالب ولأكثر من مرة في نفس الموسم! هذا العام وعلى شاشات شبكة واحدة فقط وهي ال mbc تُعرض ثلاثة برامج مقالب، بينما لا يُعرض أي برنامج حواري فني، ثري وقيّم مع نفس أولئك النجوم، فبالإضافة إلى "رامز مجنون رسمي" هناك "100 ريختر" للإذاعي المعروف خالد عليش و"خلي بالك من فيفي" للفنانة فيفي عبده، جميع هذه البرامج تجلب النجوم لتوقعهم في مقالب متنوعة وتستهزئ بهم على الكاميرا، مقابل مبلغ مادي، وقد يصل الأمر للقضاء، فالنجم يرى أنه يستحق هذا المبلغ مقابل ما مر به، ولكن هذا لا يسلب منه حق المطالبة برد اعتباره من تلك البرامج والفضائيات، وغالباً هذه قضايا خاسرة لم نسمع يوماً عن الحكم لصالح أي من أولئك المشاهير الذين يمرون بالويلات أكثر من مرة، بسبب ردّة الفعل المهينة على مواقع التواصل، ومرة بسبب تلك المبالغ التي أخذوها كاستحقاق عن المعاناة التي مروا بها لكنهم يخسرونها من أجل قضايا رد اعتبار خاسر. يبرر النجوم أصحاب برامج المقالب أن ما يفعلونه بزملائهم ليس إلا ترفيها من نوع آخر، والحقيقة فالتبرير لا يُمكن أن يطلب من صاحب البرنامج ومن المفترض أن يُطلب من إدارات تلك القنوات على ما تقدمه تلك البرامج من مضمون، بعدما يجيبون على تساؤل مهم: "ألا يوجد شخص عاقل واحد ضمن تلك الإدارات ليفرض على الإنتاج محتوىً غير مزعج"؟! ما يحدث اليوم يُعيد وبقوة مقالب زكية زكريا للذاكرة، تلك المقالب التي كان يستلطفها الجمهور وقلما ينتقدها، عندما كان النجم ينفذ مقالبه على الجمهور وليس على نجوم مستهلكين بأقل قدر من الإذلال والمهانة، عندما كان النجم وفريقه يتعبون قليلاً لإيجاد فكرة تستحق أن يُقال عنها مضحكة، ولكنها بنفس الوقت لا تسبب أي إزعاج للعائلة وهي تشاهدها بعد الإفطار، ولم يحملوا هم أن يقلد أبناؤهم ما يرون في الشاشة، كانت المشاهد ممتعة دون صراخ وابتذال وألفاظ خارجة عن السياق العام. تساؤل مهم يتبادر للأذهان يبحث الجميع عن إجابة له، من المعروف أن رامز ببرامجه يتجاوز ضوابط وقوانين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمصر ما سيعرضه للإيقاف والمساءلة، الأمر الذي جعله يختار دولا أخرى يصور بها برامجه التي غالباً ما يتم عرضها على فضائيات تراخيصها غير مصرية، ولكن هل تتوافق أفكار برامج رامز مع ضوابط وقوانين وزارة الإعلام الإماراتية؟ التي أوقفت في الماضي برنامج "الملكة" بسبب محتواه المهين للمشتركين، وتم تحويل فريق العمل للمساءلة؟ ليس هذا فقط، هل تتوافق مشاهد برنامج رامز الأخير مع قوانين هيئة حقوق الإنسان الدولية دون أن تعرضه هو وضيوف مقالبه الذين يتم عرض تلك الحلقات بموافقتهم لأي مساءلة قانونية؟ فالأمر لم يعد مجرد مقلب، بل انتهاك صريح وواضح لضوابط مجالس الإعلام العليا والتي لا تستثني هذا النوع من الممارسات على الشاشة، حتى وإن كانت على سبيل المزاح.