توقع خبراء في التجارة الإلكترونية ارتفاع الطلب على هذه النوعية من التجارة في الفترة القليلة المقبلة، مشيرين إلى أن المخاوف من الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، وتوافر خدمات الشراء عبر المنصات الإلكترونية، عوامل مشجعة على ارتفاع حجم الطلب على التجارة الإلكترونية، مؤكدين أن التوجه للتجارة الإلكترونية يدعم الاقتصاد الوطني الكلي. وذكروا أن التجارة الإلكترونية تأثرت في بداية ظهور الفيروس في الصين جراء التخوف من انتقال الفيروس بواسطة الإرساليات، مؤكدين، أن إغلاق المتاجر ومنع التجول المفروض ساهم في إنعاش هذه التجارة على نطاق واسع. حيث كشف ناصر آل بجاش، رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات بغرفة الشرقية ل «الرياض»: أن حجم الطلب على التجارة الإلكترونية ارتفع بنسبة 12.8 % خلال الفترة الماضية، متوقعا ارتفاعه أكثر في الفترة المقبلة مع استمرار صعوده بنسب أكبر بعد الأزمة لتحقيقه الراحة والتأني في الاختيار للمستهلك. وقال: إن أزمة كورونا كشفت الاستعدادات السابقة التي قامت بها المملكة خلال السنوات الماضية من خلال الحكومة الإلكترونية، مشيرا إلى أن وزارة الاتصالات بذلت جهودا كبيرة في عملية التحول الرقمي، ما دفع الكثير من الوزارات الرسمية للتحول للحكومة الإلكترونية، موضحا أن المملكة لم تواجه صعوبة كبيرة في عملية «العمل عن بعد» في ظل الإجراءات الاحترازية المتعلقة بمنع تفشي كورونا المستجد، مضيفا أن أزمة كورونا أثبتت فاعلية الخطوات الاستباقية التي عملتها الدولة في سبيل تفعيل الحكومة الإلكترونية. وحول بعض المشكلات التقنية في بعض الأجهزة، أوضح أن المشكلات التقنية مرتبطة ببعض الأجهزة المستخدمة، بينما عملية الوصول إلى تلك القنوات الإلكترونية سهلة وسلسلة للغاية، موضحا أن أزمة كورونا كشفت قدرة الشعب السعودي والخليجي على سهولة التأقلم مع التقنية وقدرة الاستفادة منها بشكل سريع وكبير، متوقعا أن يسجل قطاع الاتصالات بالمملكة الكثير من النجاحات في السنوات القادمة، لافتا إلى أن الكوادر العاملة في قطاع التقنية تمتلك الكفاءة الكبيرة، وأن الدعم المقدم من الدولة ساهم في استقرار أسعار خدمة الإنترنت، حيث أصبح بإمكان العميل الحصول على السعر المناسب جراء المنافسة القائمة بين الشركات المقدمة للخدمة. فيما أكد خالد الذوادي، نائب رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات بغرفة الشرقية سابقا، عضو اللجنة الوطنية لتقنية المعلومات، أن أزمة فيروس كورونا المستجد الذي غزا العالم تبين أهمية التجارة الإلكترونية والتسوق عن بعد حفاظا على الأرواح وسلامتها، وجاءت هذه التجارة معززة لفرص عمل المتاجر الإلكترونية، وأثبتت الآن جدواها وليست رفاهية بل إحدى الضروريات في الوقت الراهن للمستهلك، مؤكدا أن الشراء والتوصيل عن طريق التطبيقات الإلكترونية حالياً أصبح آمنا بفضل متابعة من الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة التجارة، ومزودو خدمة الإنترنت ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وهيئة الاتصالات، وشركات الاتصالات، مبينا أن هذه الأزمة رفعت فعليا كيفية التعامل مع هذه التجارة وشركات التوصيل وهذا بحد ذاته جيد ضمن رؤية المملكة 2030 لاسيما وأن أغلب سكان المملكة من الشباب بنسبة قريبة من 60 % وأصبح هذا دليلا على ظهور المستهلك الرقمي. ولفت الذوادي، أن المملكة تتبوأ صدارة الدول الأكثر تطورا في مؤشر الأممالمتحدة للتجارة الإلكترونية الصادر عن مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية، لتكون ضمن أبرز 10 دول في القطاع إلى جانب تقدمها في الترتيب العالمي لتحل في المركز 49 متقدمة ثلاثة مراكز بالمؤشر العام. ورأى أن التجارة الإلكترونية فرصة كبيرة لرواد الأعمال في تطوير منتجاتهم وخدماتهم لخدمة هذا الطلب العالي والكبير والمستمر، خاصة في الوضع الراهن مع الإجراءات التي اتخذتها المملكة لمنع انتشار الفيروس المستجد، والتي تفرض تغييرا على نمط حياة المستهلكين، متوقعا ارتفاع حجم الطلب الإلكتروني خلال العام الجاري، بنسبة 75 %، في ظل الظروف الاستثنائية الحالية. وأشار، إلى أنه من أبرز سمات التجارة الإلكترونية، أنها تعد سوقا مفتوحة على مدار الساعة، حيث توفر الوقت والجهد، مؤكدا أن المملكة تعد من أعلى 10 دول في العالم في تحقيق النمو بهذا القطاع بنسبة تتجاوز 36 % سنويا، إضافة إلى أنها تستحوذ على 45 % من حجم التجارة الإلكترونية بالشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يتضاعف حجم التجارة الإلكترونية بالسعودية فوق ال 100 مليار. كما ذكر م. عامر البشارات، متخصص في أمن معلومات، أن التجارة الإلكترونية تعتبر الوسيلة الأفضل لتزويد الناس بالاحتياجات في هكذا ظروف، خصوصا مع انتشار فيروس كورونا بشكل كبير في مختلف العالم، لافتا إلى أن التجارة الإلكترونية تأثرت سلبياً في بداية الأزمة نتيجة الخوف من شراء البضائع الصينية لكنها انتعشت بالفعل نتيجة إغلاق المتاجر والحظر والإجراءات الضرورية التي اتخذتها الدول من أجل مكافحة الوباء. وتوقع أن تشهد التجارة الإلكترونية المحلية انتعاشا كبيراً، متمنيا أن تواكب شركات التوصيل والخدمات اللوجستية هذه المرحلة، لاسيما مع ازدياد الطلب المتوقع، موضحا أن التجارة الإلكترونية توفر أدوات أكثر فعالية لضبط الأسعار وتفعيل الرقابة الحكومية وترفد الخزينة بعوائد ضريبية ذات قيمة عالية. وأشار إلى أن التجارة الإلكترونية تسهم في تخفيض احتمالات انتشار الوباء، بسبب عدم اضطرار المستهلكين للخروج لشراء الاحتياجات وتوفير الكثير من المصاريف على المستهلك كمصاريف التنقل، فضلا عن دعم الاقتصاد الكلي من خلال انتعاش قطاعات النقل والتوزيع والتوصيل وبالتالي التخفيف من تأثيرات الوباء على الناتج المحلي الإجمالي. فيما كشفت هيئة الإحصاء في تقرير لها مؤخرا، أن نسبة الأفراد من مستخدمي الحاسوب في الفئة العمرية «15 سنة فأكثر» تقدر بنحو 46.48 %، فيما بلغت نسبة الأفراد 15 سنة فأكثر الذين يستخدمون الإنترنت 88.60 %، بينما بلغت نسبة الأفراد 15 سنة فأكثر الذين يمتلكون الهاتف المتنقل 96.74 %، أما الذين يستخدمون الهاتف المتنقل فبلغت نسبتهم 96.97 %، وذلك من إجمالي سكان المملكة 15 سنة فأكثر. وأشارت الهيئة إلى أن نسبة الأسر التي لديها إمكانية النفاذ إلى الإنترنت بلغت 92.77 %، فيما بلغت نسبة الأسر التي يتوفر لديها خط هاتف ثابت بالمسكن 27.07 %، أما التي يتوفر لديها هاتف متنقل بلغت 99.2 %، مشيرة إلى أن نسبة الأسر التي يتوفر لديهم جهاز حاسوب في المسكن بلغت 53.41 %، بينما التي لديها جهاز تلفزيون ومذياع بلغت نسبتهم 92.95 %، و20.57 % على التوالي، وذلك من إجمالي الأسر بالمملكة. عامر البشارات ناصر آل بجاش