لن أحدثك عزيزي القارئ عن وباء كورونا، فأنا مثلك تشبعت من الرسائل وحديث المجالس عن هذا الوباء. ولكن سآخذك معي في قصة نجاح مبهرة جديدة للتعامل مع هذا الفيروس. وقبل كل شيء سأخبرك بمعلومات قد تسمعها للمرة الأولى: استقبلت السعودية خلال آخر خمسة عشر عامًا ما يزيد على 150 مليون حاج ومعتمر؛ أي ما يزيد على سكان مجموعة دول مجتمعة. يوجد بالسعودية أكثر من عشرة ملايين مقيم. ويدخلها سنويًا بغرض الزيارة والسياحة والعمل ملايين من الجنسيات المختلفة. وخطوط الطيران تعمل على مدار أربع وعشرين ساعة وفي محافظات مختلفة ومن طيران سعودي وأجنبي. وأقيمت لدينا احتفالات ومناسبات عالمية تجمع فيها جنسيات مختلفة ومن بلدان منوعة. وحين أعلن انتشار الفيروس لم تتخذ المملكة موقف المتفرج وبانتظار إجراءات منظمة الصحة العالمية أو حتى مواكبة ما ستتخذه الدول المتقدمة أو غيرها، بل بادرت بالعمل مباشرة واتخذت إجراءات واحترازات كانت مثالًا مشرفًا يحتذى به من جميع دول العالم. بدايةً بإغلاق السفر إلى البلد الأم للمرض دولة الصين، ومن ثم تبعتها إجراءات تجعلني أفخر لهذا البلد العظيم. ولعل إيقاف العمرة من الداخل والخارج دليل قوي على قوة اتخاذ القرار لما فيه مصلحة لسكان المملكة، وأنا على ثقة تامة بأن هذا القرار دليل لنفوذ المملكة واستقلال سيادتها الداخلية التي انحرمت منها دول عدة. ومن ثم قرار إسقاط العقوبة عن الذين سافروا لإيران في حالة إفصاحهم عن ذهابهم، فاهتمت الحكومة السعودية هنا بمصلحة شعبها وألا يتفشى هذا الوباء بين شعبها الذي يبادلها الحب ويتغنى بولائه لها. وأما الحالات التي رصدت فهي خيانة من دولة الفتن إيران ومن المصابين الذين لم يصرحوا بذهابهم شفاهم الله. وامتدت الإجراءات الاحترازية إلى إلغاء الحفلات ومعرض الكتاب وكل ما يشكل خطرًا على المجتمع. جميع هذه القرارات التي قد لا يدرك البعض أهميتها تتحدث بها القنوات والصحف الأجنبية مشيدة بنجاح القرارات والتعامل وفق خطة كفيلة بأن تدرس في أعرق جامعات العالم. ولك صديقي القارئ أن تحمد الله إن كنت من سكان هذا البلد العظيم الذي يقدم مصلحة شعبه والمقيمين على كل المصالح. ويبقى عليك دورك الاجتماعي الفعال بمتابعة كل ما يصدر من تعليمات من خلال التقيد بها ونشر الوعي الصحي لا الأخبار المجهولة المصدر. أخيرًا: نجاح الحكومة السعودية في التعامل مع وباء كورونا هو امتداد لنجاحاتها السابقة، التي يقودها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما.