في السياسة هناك مصطلح يعرف بالقوة الناعمة (soft power) وهو المصطلح الذي تنتهجه بعض الدول الكبرى ليكون لها تأثير عالمي بعيداً عن تأثيرها العسكري الذي تتميز به تلك الدول كدول عظمى، وأهم عناصر القوة الناعمة هي الإعلام والفن والسياحة والاقتصاد ومؤخراً دخلت الرياضة لتشكل عنصراً مهماً من عناصر القوة الناعمة. وباتت كثير من الدول وتحديداً الصغيرة تركز على القوة الناعمة كإستراتيجية تساعدها على تقديم نفسها كدولة مؤثرة عالميًا من خلال الإعلام أو السياحة أو الاقتصاد أو حتى الرياضة. وفي المملكة العربية السعودية ننعم بفضل الله بأننا دولة لها مكانتها العالمية وتأثيرها العالمي خصوصاً على الجانب الاقتصادي ويكفي وجودنا كضعو في مجموعة العشرين التي نستضيف قمتها هذا العام، كما ننعم ولله الحمد بقيادة ذكية استشرفت المستقبل باكراً ورسمت رؤية واضحة وطموحة هي رؤية 2030 التي ركزت على تطوير جميع الجوانب في البلد. ومن يشاهد الهيئات التي استحدثت والفعاليات التي حدثت والمسابقات التي نظمت خلال آخر سنتين سيلاحظ أن وراء كل ما تحقق استراتيجية رسمت بعناية لتجعل المملكة وجهة عالمية للسياحة والفن والرياضة وهذه من أهم أدوات القوة الناعمة التي ستقدم الثقافة السعودية للمجتمع العالمي وهذا عامل مهم جداً. والمميز أن الأخبار العالمية تتحدث بين وقت وآخر عن توجه صندوق الاستثمارات العامة لشراء نادي عالمي قد يكون مانشستر يونايتد أو غيره من الأندية المهمة في الكرة العالمية، وهذه من وجهة نظري خطوة مهمة ورائعة جداً لأن أبعادها ليست اقتصادية فحسب، بل ستكون من أهم وسائل القوة الناعمة لما للرياضة من تأثير كبير على الجمهور الرياضي وخاصة جمهور مانشستر يونايتد الذي يقدر عددهم حول العالم أكثر من 650 مليون مشجع وهذا رقم كبير، ولك أن تتخيل عزيزي القارئ لو أصبحت الخطوط السعودية راعياً رئيسياً للفريق، ويوضع اسم وشعار السعودية على صدر الفريق الإنجليزي العريق، حتماً سيرتبط اسم السعودية في ذهن المشجع المانشستراوي ومع مرور الوقت وتفعيل الشراكة بالشكل الأمثل سيرسخ اسم السعودية في العقل الباطن للمشجع الرياضي بشكل عام والمانشستراوي بشكل خاص وهذا جزء من التأثير الذي ينبغي أن نعمل عليه. وأختم بفرضية لو صدقت الأخبار الصحفية وأصبحت ملكية مانشستر يونايتد سعودية، والخطوط السعودية راعياً رئيساً للنادي وعملت استراتيجية تسويقية مميزة لتفعيل الشراكة بهدف جذب واستقطاب 1 ٪ من مشجعي مانشستر حول العالم لزيارة السعودية كسياحة، وهذه النسبة كما نعلم تعادل حوالي 6٫5 ملايين من إجمالي مشجعي المان يونايتد حول العالم، فكم من الفائدة سيجنيها البلد على الصعيد السياحي والاقتصادي.