يشهد المستوى الفني لفريق النصر منذ مطلع جولات القسم الثاني من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين تراجعًا كبيرًا ومقلقًا لعشاقه ومحبيه، ومن تابع فريق النصر الموسم الماضي وهذا الموسم سيدرك أن هذا التراجع الفني في الأداء رغم إيجابية النتائج طبيعي جدًا، فالمراكز المهمة بالفريق محتكرة للاعبين محددين ولا يوجد بها لاعبون بدلاء في مستوى اللاعبين الأساسيين، لذا أصبح أداء الفريق الفني ونتائجه مرتبطة بهذه المجموعة من اللاعبين يحضر الفريق ويتألق إذا كانوا في كامل جاهزيتهم الفنية والنفسية والعكس كذلك! الفجوة الفنية الكبيرة بين مستوى اللاعبين الأساسيين والبدلاء في النصر هي أحد أسباب هذا التراجع وسبب وجيه لتمسك مدرب الفريق البرتغالي روي فيتوريا بالمجموعة الأساسية رغم تراجع أداء مستوى بعضها، فهداف الفريق عبدالرزاق حمد الله لا يوجد منافس له في خط الهجوم فضلاً عن حالة النفخ الكبيرة التي قام بها بعض عشاق الفريق حتى أصبح استبداله في أي مباراة خط أحمر ممنوع الاقتراب منه، أما خط الوسط وهو أكثر خطوط الفريق تراجعًا في المستوى الفني للاعبيه فلا بديل للبرازيلي جوليانو الذي يشهد مستواه تراجعًا كبيرًا وملحوظًا كما هو حال الجناح المغربي نور الدين مرابط الذي تم تسخير قدراته الفنية وإمكانياته الكبيرة لخدمة عبدالرزاق حمدالله. الهبوط الفني في مستوى أداء فريق النصر لا يتحمله الداهية روي فيتوريا كما يزعم البعض من عشاق الفريق وإعلامه بل إن من يتحمل ذلك إدارات النادي السابقة على امتداد السنوات العشر الماضية التي أهملت العناصر المحلية الفاعلة والمتمكنة بالفريق، فالسيد فيتوريا رغم محدودية الخيارات الفنية أمامه واعتماده مضطرًا على سلاح اللاعبين الأجانب استطاع أن يعود بالفريق للواجهة ويحقق بطولة الدوري وكأس السوبر وينافس بشراسة هذا الموسم الفريق الهلالي المدجج بالنجوم المحلية والأجنبية على صدارة الدوري. الجمهور النصراوي ومن قبله مسيرو النادي عليهم أن يكونوا واقعيين في نقدهم لفريقهم والبعد عن حالة التشنج والقرارات الانفعالية التي قد تكون آثارها عكسية على الفريق، فالمرحلة المقبلة صعبة على الفريق ومن المستحيل أن ينافس الفريق على بطولتين تُعدان الأكبر والأقوى على صعيد القارة كبطولة الدوري ودوري المجموعات الآسيوية، لذا يجب على إدارة النادي وجهازه الفني الاختيار بينهما وإشعار لاعبي النادي بذلك حتى لا يفقد الفريق بنهاية الموسم البطولتين في ظل ظروفه الصعبة. فاصلة : النصر استفاد كثيرًا من زيادة عدد اللاعبين الأجانب بعد استقطابه لأسماء أجنبية مميزة أعادته لقمة الدوري بعد أن كانت لمحبيه أشبه بالحلم لكن هذه الأسماء الأجنبية المميزة كانت بحاجة لعناصر محلية متمكنة كعبدالله عطيف وسالم الدوسري وفهد المولد ومعتز هوساوي وسلمان الفرج وليس عزوز الدوسري والصليهم حتى يضمن الفريق توهجه وحصد البطولات لفترة زمنية أطول وليس لموسم أو موسمين.