كشف مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء الدكتور محمد بن عبدالرحمن الغنيم عن وجود 5200 حالة مرضية على قوائم الانتظار في برنامج النقل والتبرع بالأعضاء من قبل المتوفين دماغياً، لافتاً إلى أن هناك ازدياداً كبيراً في مرضى القصور العضوي النهائي، وقلة في أعداد المتبرعين بعد الوفاة نشأت عنه فجوة ملحوظة وطول في فترات الانتظار، وقال الغنيم في حوار مع "الرياض": إن أكثر الحالات انتظاراً لنقل الأعضاء هم المصابون بالكلى ويليهم مرضى الكبد، فالقلب ثم الرئتان، وبين أن المركز قام بالتنسيق للتبرع ونقل أعضاء من ميتين أو أحياء إلى 19 ألفاً و613 حالة تتوزع بين الكلى والقلب والرئتين والبنكرياس والصمامات والعظام والأنسجة وقرنيات العين، وأكد أن مراكز زراعة الأعضاء بالمملكة تبوأ مراتب متقدمة من حيث تقديم الخدمات، خاصة في زراعة الكبد والكلى للأطفال، واستخدام تقنيات حديثة لاستئصال الكبد من المتبرع عبر "تقنية الروبوت" وبرنامج تبادل المنافع للتبرع بالكلى من المتبرعين الأحياء وبرامج زراعة القلب والرئتين.. فإلى نص الحوار. * تسعى المملكة العربية السعودية حتى توفر فرصاً جيدة للمرضى الذين يعانون من صعوبة في توفر العضو المرغوب في نقله.. فإلى أين وصلت المملكة في مجال زراعة الأعضاء والتبرع بها؟ - خلال الثلاثين سنة الماضية من عمل المركز تطورت ممارسة التبرع بالأعضاء وزراعتها على مستوى المملكة لخدمة المرضى ممن لديهم قصور عضوي نهائي وتزايدت عمليات زراعة الأعضاء كالكلى والقلب والكبد والرئتين والبنكرياس والأمعاء والأنسجة كالعظام والقرنيات، وهذه الزيادة والتطور في عمليات وبرامج الزراعة تضع المملكة في المرتبة الأولى إقليمياً والمستوى الرابع عالمياً من حيث التبرع من الأحياء. تتبوأ كذلك بعض مراكز زراعة الأعضاء بالمملكة مراكز متقدمة من حيث تقديم خدمات زراعة الأعضاء وعلى سبيل المثال لا الحصر: زراعة الكبد والكلى للأطفال، واستخدام تقنيات حديثة لاستئصال الكبد من المتبرع (تقنية الروبوت) حيث تعتبر المملكة رائدة في هذا المجال، وبرنامج تبادل المنافع للتبرع بالكلى من المتبرعين الأحياء، وبرنامج زراعة القلب وبرنامج زراعة الرئتين. المصابون بالكلى والكبد أكثر انتظاراً للأعضاء.. وأكثر من 19 ألف عملية نقل من موتى إلى أحياء * هل أدت حملات التبرع بالأعضاء دورها المأمول والمتوقع؟ وما العقبات التي تواجهونها في هذا الصدد؟ * تعتبر حملات التوعية بأهمية التبرع بالأعضاء من الأحياء والمتوفين مهمة جداً في تغيير ثقافة التبرع بالأعضاء في المجتمع وعلى وجه الخصوص بعد الوفاة، ولكن ينبغي أيضاً أن يكون هناك جانب لتلك الحملات التوعوية في نشر ثقافة الوقاية من الأمراض التي تؤدي للقصور العضوي والحاجة لزراعة الأعضاء. وبحمد الله نجد التبرع من الأحياء بالنسبة للكلى في المملكة "السعوديين" الأول على مستوى العالم، أما بالنسبة للتبرع من المتوفين دماغياً فأقل بكثير، وهناك فرصة لزيادة التبرع في هذا الجانب. ولتؤدي هذه الحملات الدور المأمول وتحقق الهدف تحتاج إلى استراتيجية يشارك في رسمها وتنفيذها عدة قطاعات صحية، وأيضاً شراكات مجتمعية مختلفة، وأيضاً هناك دور مهم للجمعيات الخيرية المختصة في هذا المجال على سبيل المثال تقوم الجمعية الخيرية السعودية لتنشيط التبرع بالأعضاء بالمنطقة الشرقية (إيثار) بالشراكة مع المركز بدور تكاملي مهم وفعال بهذا المجال، وجارٍ حالياً العمل لعقد وبناء شراكات للقيام بالحملات التوعوية مع عدة قطاعات، وأيضاً المساهمة في إنشاء جمعيات للتوعية بالتبرع بالأعضاء في عدة مناطق بالمملكة. * ما الذي يحتاجه المركز حتى يتمكن من توفير كافة احتياجات المرضى الذين ينتظرون الزراعة أو نقل الأعضاء بنسبة 100 %؟ - يعتبر توفر أعضاء حيوية لإنقاذ مرضى القصور العضوي النهائي تحدياً كبيراً في كافة برامج زراعة الأعضاء العالمية، ويقوم المركز السعودي لزراعة الأعضاء بالتنسيق لتوفير أعضاء حيوية بالتبرع بعد الوفاة لإنقاذ حياة المرضى المحتاجين لزراعة الأعضاء من أجل ذلك تم وضع استراتيجية وطنية لزراعة الأعضاء والتبرع بها وكذلك استراتيجية للمركز السعودي لزراعة الأعضاء من أهم أهدافها زيادة التبرع بالأعضاء (من الأحياء ومن المتوفين) وزيادة زراعة الأعضاء وكذلك تم وضع عدة أهداف استراتيجية وأيضاً مشروعات ومبادرات متعددة لها مخرجات قصيرة المدى ومتوسطة وطويلة المدى. * ما أكثر الحالات انتظاراً لطلب الأعضاء؟ وهل لكم أن تقدموا لنا إحصائيات عن قائمة الانتظار في هذا الصدد؟ * الحاجة للأعضاء الحيوية هي الأكثر للكلى فالكبد فالقلب فالرئتين، وحسب الإحصائيات بالنسبة للفشل الكلوي النهائي فقد وصل عدد المرضى المعالجين بالغسيل الكلوي إلى (21000) مريض منهم حوالي (3600) مريض على لوائح الانتظار للاستفادة من زراعة كلية بالتبرع بعد الوفاة (المتوفين بالقرائن الدماغية). أما بالنسبة لأعداد المرضى على قوائم الانتظار للقصور الكبدي النهائي فيقدر الاحتياج بحوالي (700) مريض بحاجة لزراعة كبد، أما بالنسبة لقصور القلب النهائي فتقدر الحاجة ل(500) مريض، وبالنسبة لقصور الرئة فيقدر ب(400) مريض. * هل لنا أن نعرف عدد الأعضاء التي ساهم المركز وقام بالتنسيق لنقلها من شخص لآخر منذ بدايته سواء أعضاء القلب أو الكلى أو الرئتين وغيرها؟ * هدف المركز السعودي لزراعة الأعضاء هو ترسيخ ممارسة التبرع بالأعضاء على مستوى المملكة لخدمة المواطنين ممن لديهم قصور عضوي نهائي وخلال الأربعين سنة الماضية تزايدت وتطورت عمليات زراعة الأعضاء كالكلى والقلب والكبد والرئتين والبنكرياس والأمعاء والأنسجة كالعظام والقرنيات حيث تجاوز عدد المواطنين الذين أجرى لهم عمليات زراعة الكلى حتى نهاية 2019م (13714) مريضاً. كذلك بخصوص برنامج زراعة الكبد ومرضى قصور الكبد النهائي حيث منذ بداية العام 1990م تجاوز عدد الأكباد المزروعة (2820) كبداً. كما تمت زراعة أكثر من (449) قلباً كاملاً، بالإضافة إلى الاستفادة من أكثر من (707) قلوب كمصدر للصمامات البشرية. كما استفاد من زراعة رئتين (391) مريضاً، وأيضاً ممن أجري لهم زراعة بنكرياس (80) مريضاً، واستفاد من زراعة الأمعاء (7)مرضى. وهناك المئات من حالات التبرع بالأنسجة حيث تم التبرع ب(711) قرنية و(522) عظماً و(212) وتراً ورباطاً عضلياً. وعند مقارنة إحصائيات زراعة الأعضاء من الأحياء والمتوفين دماغياً خلال السنوات الخمس الأخيرة (2015-2019م) مع التي سبقتها (2010-2014م) هناك زيادة في عدد الزراعات للأعضاء المختلفة بنسبة 37.8 % المتبرع بها من المتوفين دماغياً وأيضاً زيادة نسبة الزراعة للأعضاء المتبرعين من الأحياء بنسبة تعادل 73 %. * هل للمركز دور في نقل أعضاء الأطراف كالقدمين أو اليدين؟ * الأعضاء التي تزرع في المملكة هي الرئتان، القلب، الكلى، البنكرياس، الكبد، الأمعاء، وتتم زراعة الأنسجة مثل العظم والجلد والقرنيات، ويندرج تحت الأعضاء الحيوية التي يتم زراعتها في المملكة ما تم ذكره سابقاً. أما زراعة الأعضاء الأخرى مثل الأطراف من اليدين أو الوجه فيتم إدراجها تحت تخصص الجراحة التعويضية والتصنيعية حيث تم عالمياً إجراء بعض العمليات في المراكز المتخصصة في أوروبا وجنوب إفريقيا وبعض الدول الأجنبية مثل زراعة وجه ويد وأطراف لبعض المرضى. * بعض الأحياء يوقعون على إقرار بنقل أعضائهم لآخرين في حال الوفاة هل تواجهون صعوبات مع أهالي هؤلاء ممن يرفضون أخذ الأعضاء؟ * في حالة الوفاة الدماغية وبعد الانتهاء من التشخيص يتم أخذ الموافقة على التبرع من أهل المتوفى، ولكن للأسف فعلاً يوجد هناك بعض الصعوبات، لذلك نذكر ممن يريد تسجيل الرغبة بالتبرع بعد الوفاة بإخبار الأهل بهذه الرغبة ومناقشتهم بذلك. * ما المبادرة أو المشروع الذي ترون أنه لو تحقق أو رأى النور فإنه يشكل قفزة كبيرة في عالم التبرع بالأعضاء في المملكة؟ * برامج زراعة الأعضاء والتبرع بها تعتمد على بناء نظام بيئي متكامل مكون من عدة مبادرات ومشروعات، وبمشاركة عدة قطاعات، ومن أهمها أنه تم العمل على إعداد مشروع نظام شامل للتبرع بالأعضاء في المملكة العربية السعودية، وهو حالياً قيد المراجعات النهائية من جهات الاختصاص تمهيداً لصدور قرار بذلك، وكذلك مشروعات استراتيجية زراعة الأعضاء والتبرع بها. * ما العوامل التي تؤثر على فترة الانتظار لزراعة الأعضاء؟ * كما ذكرت سابقاً أن توفر أعضاء حيوية لإنقاذ مرضى القصور العضوي النهائي يعتبر تحدياً كبيراً في كافة برامج زراعة الأعضاء العالمية، حيث إن هناك ازدياداً كبيراً في مرضى القصور العضوي النهائي وقلة في أعداد المتبرعين بعد الوفاة مما نشأت عنه فجوة كبيرة، وتختلف فترة الانتظار بحسب العضو، وكذلك عدة عوامل أخرى منها على سبيل المثال لا الحصر فصيلة الدم، ووجود أجسام ضدية للحالة الطبية للمريض وغيرها من العوامل الطبية.