كشف مدير المركز السعودي لزراعة الأعضاء د. محمد بن عبدالرحمن الغنيم عن وجود أكثر من 21 ألف مريض بالفشل الكلوي في المملكة مشيرا إلى أن 8 آلاف مريض في قائمة انتظار عمليات الزراعة. وقال د. الغنيم في حوار أجرته معه "الرياض": إن المملكة العربية السعودية تحتل المركز الرابع عالميا في عمليات تبرع الأحياء بالأعضاء لافتا إلى أن عملية التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغيا ما زالت ضعيفة وتحتاج تعاون من المجتمع والممارسين الصحيين معربا عن شكره للجهود الكبيرة التي يبذلها العاملون في الإخلاء الطبي وقال د. الغنيم: إن التبرع بأعضاء متوفي دماغي واحد يساهم في إنقاذ حياة 8 مرضى بالإضافة لزراعة الأنسجة لنحو 40 مريضا ومريضة. وأكد مدير المركز السعودي للتبرع بالأعضاء أن المملكة تحظر عملية المتاجرة بالأعضاء مشيرا إلى أن المملكة لم تسجل أي حالات بيع أو متاجرة بالأعضاء. الحديث تناول جملة من الموضوعات وفيما يلي تفاصيله: تبرع المتوفى دماغياً * كم عدد المرضى الذين تتم استفادتهم من التبرع بأعضاء المتوفي دماغيا؟ وما مستوى التبرع بأعضاء المتوفين دماغيا في المملكة؟ * التبرع بالأعضاء عمل نبيل فعندما يتبرع ذوو متوفى بأعضاء المتوفى يكون هناك إنقاذ حياة عدد من المرضى يصل ل8 أشخاص كما يمكن التبرع بعدة أنسجة تصل ل40 نسيجا يستفيد منها مرضى آخرون وهذا بالنسبة للمتبرعين بأعضاء المتوفين دماغيا، وهناك أعضاء لا يمكن الحصول عليها إلا من المتوفين دماغيا من أهمها القلب والرئتين والأمعاء الدقيقة والبنكرياس ومن غير الممكن الحصول عليها من متبرعين أحياء في الوقت الحالي ونظرا لازدياد مرضى القصور العضوي وقلة المتبرعين على وجه العموم هناك فجوة ولا يمكن الوصول للاكتفاء وهذه ظاهرة عالمية. ترتيبات الزراعة * ما الخطوات والترتيبات التي تتخذ عند وجود حالة تبرع بأعضاء متوفى دماغيا؟ * عند وجود أي اشتباه في حالة وفاة دماغيا في العناية المركزة أو في الإسعاف في المستشفيات يتم إبلاغ المركز السعودي لزراعة الأعضاء والذي يستقبل البلاغات على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع وبعد استقبال البلاغ يتم فتح ملف للحالة والتنسيق مع المستشفى المبلغ لاستكمال تشخيص الحالة وهل هي وفاة دماغية أو لا؟ وإذا كانت وفاة دماغية يتم التشخيص ومن ثم مقابلة ذوي المتوفي أو المتوفاة وبعدها إبلاغهم بحالة المتوفى دماغيا وشرح أهمية التبرع بالأعضاء وإذا وافق ذوو المريض يتم توقيع إقرار بالتبرع ثم التنسيق مع المستشفيات ومراكز التبرع بالأعضاء لاختيار المرضى المستقبلين للتبرع سواء في نفس المدينة التي فيها المريض أو في مدن أخرى من المملكة ثم يتم التنسيق مع الزملاء في الإخلاء الطبي ( الخدمات الطبية مستشفيات القوات المسلحة ) ولهم دور كبير ولهم الشكر والثناء على ما يقومون به منذ بداية برنامج التبرع وزراعتها وبعد التنسيق يتم نقل الفريق الطبي بطائرات الإخلاء الطبي على وجه السرعة للقيام بعمليات الزراعة وهناك تنسيق رائع بين القطاعات الصحية المختلفة والإخلاء الطبي. سبعة مرضى * أين تمت عملية التبرع بأعضاء السيدة المتوفية دماغيا مؤخرا؟ وكم عدد المرضى الذين استفادوا من أعضائها؟ * الاستفادة وعمليات الزراعة كانت في منطقتي الرياضوالشرقية حيث تمت زراعة الكبد وفصلها لنصفين واستفاد منها مريضان في مستشفى الملك فهد بالدمام وتمت زراعة إحدى الكلى مع البنكرياس لمريض والكلية الأخرى لطفلة في نفس المستشفى وفي الرياض تمت زراعة الرئتين لمريضين لكل مريض رئة واستفاد مريض من زراعة القلب وهذه العمليات تمت في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض. 21 ألف مريض * كم عدد قوائم المرضى المنتظرين لعمليات الزراعة في المملكة؟ * قوائم الزراعة مختلفة حسب اختلاف العضو فمثلا الكبد له قائمة وكذلك القلب والكلى والرئة وتختلف حسب المراكز أيضا وهذه القوائم موجودة لدى مراكز الزراعة - وإن شاء الله - سيكون في المستقبل القريب قائمة وطنية لمرضى انتظار زراعة الاعضاء.. ولو نظرنا للكلى مثلا يبلغ عدد مرضى القصور الكلوي المزمن 21 ألف مريض منهم 7 – 8 آلاف مريض على قائمة انتظار الزراعة. المملكة الرابعة عالمياً * كيف تجدون قبول المجتمع السعودي لعملية التبرع بالأعضاء؟ * لدينا جزءين في هذه الحالة الأولى المتبرعين الأحياء والثانية المتبرعين المتوفين دماغيا وبالنسبة للمتبرعين الأحياء المملكة تتبوأ مركز متقدمة في المتبرعين الأحياء وليس بمستغرب على أبناء هذا الوطن لحبهم لآبائهم وأبنائهم وأقاربهم ووجود ثقافة العطاء لديهم وتحتل المملكة المركز الرابع على مستوى العالم بالنسبة للمتبرعين الأحياء بالأعضاء، أما بالنسبة للمتوفين دماغيا فهناك فرصة لتحسن عملية التبرع وهي ضعيفة حاليا ويجب أن نعمل جميعا المجتمع والكادر الصحي للوصول لنسب أعلى من الموجود حاليا. 95 % نجاح الزراعة * كم تصل نسب نجاح عمليات الزراعة في المملكة؟ وأين تتوافر مراكز الزراعة في المملكة؟ * تختلف نسب النجاح من عضو لعضو وتقاس بمعايير مختلفة وهي معدل حياة المريض بعد شهر أو بعد السنة الأولى وهذا المعدل بأن يعمل العضو بعد السنة الأولى عالية وتصل في الكلى ل95 % فأكثر وهناك نسبة اختلاف بين المتبرعين الأحياء والمتوفين وهذه النسبة تضاهي دول العالم، أما بالنسبة لمراكز الزراعة فهي موجودة في مستشفيات حكومية وأهلية وفي الشرقية هناك مستشفى الملك فهد بالدمام لزراعة الكبد والكلى والبنكرياس وفي الرياض هناك 4 مراكز في مستشفى الأمير سلطان بن عبدالعزيز ومستشفى الملك فيصل التخصصي ومدينة الملك عبدالعزيز للخدمات الطبية بالحرس الوطني وهناك مستشفيات أهلية وفي المنطقة الغربية هناك عدد من المستشفيات وفي منطقة تبوك المستشفى العسكري وفي الجنوبية المستشفى العسكري في خميس مشيط كما تتم زراعة الأنسجة وهناك 11 مركزا لزراعة القرنيات وبالمجمل زراعة الأعضاء تتم في أكثر من 17 مركزا في المستشفيات الحكومية. الزراعة بالخارج * ما زال هناك مرضى يبحثون عن الزراعة خارج المملكة.. فهل تحقق الزراعة في الخارج نتائج أفضل مما يتم في الداخل؟ * النتائج في زراعة الأعضاء في المملكة أفضل بكثير من نتائج العمليات التي يجريها بعض المرضى في الخارج والمملكة لديها مراكز ومستشفيات وكادر طبي على أعلى مستوى والنتائج تضاهي مثيلاتها في دول العالم المتقدمة وتظل المشكلة التي تواجه بعض المرضى في وجود المتبرع ونحن دائما نحث من لديهم قصور عضوي في الحديث مع أقاربهم لإيجاد فرصة للتبرع بالأعضاء وهي مهمة جدا لأن نسب نجاحها عال جدا. المتاجرة بالأعضاء * هل تم تسجيل أي حالات للمتاجرة بالأعضاء في المملكة؟ * ولله الحمد لا توجد أي حالات متاجرة بالتبرع وهناك قوانين سنتها الدولة للحد من أي عمليات للمتاجرة بالأعضاء والمملكة موقعة على معاهدات بحظر مثل هذه الممارسات غير الأخلاقية، ومتى ما وجدت مراكز رائدة للزراعة فإن سوق المتاجرة بالأعضاء ينعدم.. ولا يوجد في المملكة أي نوع من المتاجرة وما نخشاه هو أن المرضى الذين يسافرون للخارج بهدف الزراعة من أن يتعرض المريض للابتزاز ومع ذلك فإن النتائج التي لاحظناها للمرضى الذين سافروا لزراعة الأعضاء في الخارج غير جيدة. د. محمد الغنيم