ما زالت الصين تكافح، بكل ما أوتيت من موارد وقوى بشرية وعسكرية وتقنية، فيروس كورونا، الذي اجتاح البلاد، وشل الكثير من الأشياء والأيام والمال. الجميع، بالتأكيد، يتابع ما آلت إليه الأوضاع، وإحصائيات الوفيات والمصابين، وعدد الدول المتضررة، واحتياطات المطارات وخطوط الطيران، وغيره العديد من الآثار الجانبية للفيروس.. لكن، ما لفت انتباهي، أو أجده مهما للوقوف، هو نوعية التدابير التي قامت بها الصين، لمواجهة هذه الأزمة، من بعضها: أولاً: أنجزت مشروع بناء مستشفيين في "ستة أيام".. المستشفى الأولى هو "هوشنشان" الذي يبنى على مساحة 269 ألف قدم مربع ويسع ألف سرير، والثاني مستشفى "ليشينشان" على مساحة 323 ألف قدم مربع، ويسع 1300 سرير ومن المقرر أن يفتتح بعد يومين من افتتاح الأول. ثانياً: لجأت القرى والمدن في الصين إلى استخدام طائرات دون طيار، مزودة بمكبرات صوت، للقيام بدوريات في الشوارع وتوبيخ الأشخاص الذين لا يرتدون أقنعة في الأماكن العامة، وسط تفشي فيروس كورونا، حسب وسائل الإعلام الصينية الحكومية.. نشرت كل من "شينخوا" وصحيفة "جلوبال تايمز" مقاطع فيديو لطائرات بدون طيار تنبه الناس في المناطق الريفية لضرورة ارتداء الأقنعة في "هذه الأوقات". وانتشرت مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية بشكل واسع وتمت الإشادة بها كوسيلة جديدة لزيادة الوعي بالمرض. ثالثاً: أعلن البنك المركزي الصيني عن ضخ 173 مليار دولار لمكافحة فيروس كورونا القاتل، بالإضافة إلى ضخ 156 مليار دولار لدعم الاقتصاد الصيني. رابعاً: أمر رئيس الصين شي جين بينغ، بصفته رئيس اللجنة العسكرية المركزية، بتكليف 1400 من أطباء وممرضي القوات المسلحة بمعالجة مرضى "كورونا" بمستشفى "هوشنشان" في "ووهان". خامساً: وهذا رأي شخصي، يتمثل في قدرة الصين على إدارة الوضع إعلامياً بتحكم كبير، فعلى الرغم من النشر والتداول الواسع؛ إلا أن الأزمة كانت لتكون مضاعفة لو حدثت في دولة أخرى، غير الصين. وأظنها - الأزمة - ستموت قريباً، على الأقل إعلامياً. والسلام..