استطاعت الطفلة المصرية "فيروز" في فترة من الفترات أن تلصق مبدأ قيمة الريال على المشاهد البسيط والثري، حينما غنت أغنيتها الشهيرة في الفيلم العربي "ياسمين" أغنية "معايا ريال" ليرتبط الريال في تلك الفترة بتلك الطفلة الفاتنة التي كانت تعرف كيف تحرك ملامح وجهها، وجسدها بطريقة أشبه بالدمية الجذابة حتى تحولت "فيروز" إلى الطفلة المعجزة التي لا تُنسى. إلا أن العديد من وجوه الأطفال في السينما العربية والغربية وكذلك على شاشات التلفزيون بقيت صامدة في الذاكرة على مر السنوات، فاستطاع بعض الأطفال الموهوبون أن يجسدوا أدواراً قلبت موازين الأحداث في تلك المسلسلات، في حين بقيت بعض الوجوه لها دلالتها لدى الكثيرين، فلم يكن وجود طفل يمتلك مهارة الموهبة التمثيلية في حقبة السبعينات واكتشاف طاقم العمل بالأمر الهين، إلا أن تلك المحدودية في مواهب الأطفال لم تغيّب الطفل عن واقع المسلسلات التي عشنا تفاصيل أحداثها، فيما كان الطفل مؤثراً على سير أحداثها إما بسرعة إتقان الدور، أو بعفويته التي قد تزيد من رصيد أسهم المشهد في عالم الدراما وكذلك المسرح، وربما في دور واحد يظهر ليترك بصمة الموهبة الكبيرة على تصاعد الحدث. وشهدت الدراما العربية العديد من الوجوه لأطفال سكنوا الذاكرة بموهبتهم المتميزة فكان وجه الطفل وائل حمزة في المسلسل السعودي الأشهر "أصابع الزمن" منسجماً مع حالة التيه التي عاشها حينما اختفى في الصحراء، كذلك الطفلة "ليزا" في مسلسل هند والدكتور نعمان الوجه المحبب الذي لا ينسى على الرغم من أنه الدور الوحيد لها، في حين رفع سقف نجاح مسلسل "يوم آخر" الطفل "عبدالله الكواري" حيث لم ينسَ المشاهدون معاناته مع أبيه المخمور والذي يتوفى في الحلقة الأخيرة التي لطالما أبكت الملايين، في حين فعلت الطفلة فجر الماجد وإيمان سبت في شخصية "بنه" ذات النجومية في مسلسل "ظل الياسمين" والتي بسلاطة لسانها وشخصيتها المتمردة تحامل عليها الجمهور ، لكن ربى السعدي الطفلة السورية الأشهر كانت بخلاف ذلك بملامحها الهادئة وطفولتها العذبة التي لطالما أبدعت في مشاهدها، وأيضاً ارتفع نجم الطفل المصري "أحمد عزت" الذي كانت ملامحه مرتبطة بذاكرة الفقر والألم. وحصل الفيلم السينمائي "وجدة" على الجوائز بعد أن أبدعت الطفلة وعد محمد في تلك الفترة بأداء الطفلة السعودية التي تحلم بتحريك عجلتها نحو أحلام محظورة في تلك الفترة في المجتمع. وعلى الرغم من أن العديد من المواهب مازالت تشق طريقها في واقع الدراما العربية، وتترك صورتها مضيئة في الأذهان، إلا أن لشح الموهبة في عالم الصغار في الحقبة الزمنية القديمة دوراً بالغ الأهمية في اكتناز صور هؤلاء الأطفال الذين لطالما امتعوا المشاهد بفرط حساسية ما يشعرون به فيؤدونه، على الرغم من المفارقة الكبيرة بين نجوميتهم تلك ثم غيابهم المفاجئ ليشقوا طريقهم في حياة أخرى لا تشبه حياة التمثيل. الطفلة المعجزة فيروز الطفل المؤثر أحمد عزت الطفلة الموهوبة ليزا الطفلة الأشهر في الدراما السورية ربى السعدي