في اليوم الأول من محاكمة الرئيس ترمب في مجلس الشيوخ، ركّز الديموقراطيون على مهاجمة إدارة دونالد ترمب بسبب عدم تعاونها مع التحقيقات في مجلس النواب وعملية المحاكمة في مجلس الشيوخ حيث ترفض إدارة ترمب السماح لأي من مسؤولي البيت الأبيض بالإدلاء بشهاداتهم في قضية المكالمة بين الرئيس ترمب والرئيس الأوكراني زلنسكي، كما ترفض الإفراج عن وثائق تمتلكها وزارة الخارجية ووزارات أخرى من شأنها كشف حقائق جديدة في القضية. وقبل ساعات من انتهاء اليوم الأول من محاكمة الرئيس ترمب برلمانياً قال السيناتور الديمقراطي، ادم شيف، رئيس فريق الادعاء موجهاً كلامه للجمهوريين في مجلس الشيوخ "أعلم أن كثيراً منكم أخذوا قرارهم النهائي مسبقاً قبل أن نعرض عليهم هذا الادعاء ولكن فكروا للحظة في السنوات القادمة والرئيس القادم الذي سيأتي ويفكر مثل الرئيس ترمب وحلفائه الجمهوريين بمنع الكونغرس من الوصول إلى أي أدلة أو حقائق أو وثائق نطلبها مستقبلاً للبحث في قضايا سنواجهها مع كل رئيس". وقال النائب عن ولاية كولورادو جاسون كرو، وهو من فريق الادعاء الديموقراطي الذي يوجه التهم للرئيس ترمب في مجلس الشيوخ "إدارة ترمب تحجب عنّا حقائق وأدلة لا تمتلكها إلا وزارات مثل الخارجية والمالية وغيرها وهي وثائق مهمة للغاية ستبين لنا بالتفصيل لماذا علّق الرئيس المساعدات العسكرية التي كانت في طريقها لأوكرانيا بينما تواجه أوكرانيا اعتداءات من روسيا المناوئة للولايات المتحدة وأمنها القومي كما تحجب الإدارة أي معلومات أساسية من شأنها إظهار الحقائق للشعب الأميركي ليقرر بنفسه إن كان الرئيس ترمب قد استغل فعلاً سلطاته لمصلحته الشخصية ضد خصمه جو بايدن ملحقاً الضرر بالأمن القومي الأميركي أم لا". أما الحزب الجمهوري الذي بدا متماسكاً ومتضامناً مع الرئيس ترمب في اليوم الأول من المحاكمات فلم يسمح للديمقراطيين بتحقيق أي اختراق يذكر في صفوف الجمهوريين حيث انضم الجمهوريون إلى البيت الأبيض في منع الديموقراطيين من النجاح بالحصول على أي وثائق خاصة من الإدارة أو جلب أي من مسؤولي البيت الأبيض إلى الاستجواب في مجلس الشيوخ. واتهم فريق المحامين المدافعين عن الرئيس ترمب الديموقراطيين في الكونغرس بإضاعة الوقت، حيث قدّم المدافعون عن الرئيس ترمب مذكرة قانونية مؤلفة من 110 صفحات للاعتراض على الاتهامات، وتذكر الوثيقة أن الرئيس ضحية عملية زيف دافعها سياسي، أضاعت وقت الكونغرس لأشهر طويلة لتحقيق هدف الديموقراطيين بعزل ترمب، الأمر الذي لم تخفه -بحسب الجمهوريين- نانسي بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس منذ وصول ترمب إلى البيت الأبيض، بدءاً من الحديث عن تدخلات روسية في الانتخابات ووصولاً إلى اتهام الرئيس الأميركي باساءة استخدام سلطاته في قضية المكالمة مع الرئيس الأوكراني زلنسكي. من جانبه يقول الدكتور جابرييل صوما، عضو المجلس الاستشاري لحملة الرئيس ترمب الرئاسية أن الديموقراطيين الذين يعلمون أن قضية العزل ستنتهي بتصويت الجمهوريين لصالح تبرئة الرئيس، فشلت أيضاً في التأثير على الرأي العام الأميركي وخاصة الفئات المحافظة التي انتخبت الرئيس ترمب وتستعد لإعادة انتخابه في العام 2020، حيث كان المدافعون عن حق حمل السلاح وجلهم من المؤيدين للرئيس ترمب قد قدموا إثباتاً جديداً يوم الاثنين عبر مشاركة عشرات الآلاف منهم في ولاية فيرجينيا بمسيرة تؤكد أن قاعدة الرئيس ترمب لم تفقد ثقتها بالرئيس بسبب عملية العزل وأنها لا تزال تعوّل على إيفاء ترمب بوعوده والمشتركات بين القيم المحافظة لهذه الفئة وأجندة الرئيس ترمب. مضيفاً، ترمب أعلن اليوم من دافوس عن حقائق تشي بتقدم الاقتصاد الأميركي بشكل كبير في عهده، وسيذهب إلى انتخابات ال2020 وفي جعبته الكثير من الوعود المحققة التي طرحها في حملة ال2016 وأوفى بها ومنها بناء الجدار على الحدود مع المكسيك ووضع قوانين هجرة أكثر صرامةً، كما قام بتعيين أكثر من 100 قاضٍ من المحافظين في مختلف المحاكم العليا والمحلية في الولاياتالمتحدة، وأبعد شبح الحرب التجارية مع الصين بعقده اتفاقاً تجارياً الأسبوع الماضي بعد أن جعل العلاقة التجارية مع الصين أكثر عدلاً للولايات المتحدة، وقام بشن حملة حازمة مع أعداء الولاياتالمتحدة مثل النظام الإيراني الذي يضر بالمصالح الأميركية منذ عشرات السنين حيث أوعز ترمب باغتيال سليماني دون أن يجلب حرباً واسعة تورّط الولاياتالمتحدة، ونجح بجعل الأصدقاء في حلف الناتو مثل ألمانيا وفرنسا يرفعون إسهاماتهم للحلف بينما خفضت الولاياتالمتحدة إنفاقها المخصص للناتو. ويرى صوما أن عملية العزل التي دخلت فصلها الأخير، والحملات الموجهة ضد الرئيس ترمب منذ سنوات لم تجلب أي جديد يؤثر على القاعدة الأساسية التي انتخبت الرئيس ترمب وأوصلته إلى البيت الأبيض بينما يتم تداول أخبار العزل والتهم المتعلقة بالقضية في أوساط الديمقراطيين ومنابرهم الإعلامية والفئة التي لم تنتخب الرئيس ترمب أصلاً ولم تفكر يوماً في اختياره كرئيس للولايات المتحدة إلا أنها نفس الفئة التي فشلت أيضاً بإيصال منافسته كلينتون للبيت الأبيض.