دعت الحكومة اليمنية زعماء وشيوخ القبائل والأعيان وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية وكافة مكونات الشعب اليمني لحسم خيارهم بتوحيد الصفوف والقضاء على مشروع ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، وإلى الاستفادة من تجارب الماضي المريرة معها. وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني: إن تاريخ ميليشيا الحوثي الإرهابية منذ نشأتها حافل بالغدر والخيانة ونكث العهود والمواثيق، وهو ما يجعل الحديث عن بناء مسار للسلام معها ضرباً من العبث والمستحيل، ويعطيها فرصة لامتصاص خسائرها وإعادة ترتيب صفوفها، وحبك المؤامرات على الشعب اليمني ودول الجوار تنفيذاً لأجندة طهران. وأشار إلى أن الحوثي غدر بحلفائه وخصومه على حد سواء، كما حدث مع قيادة المؤتمر في صنعاء قبل انتفاضة ديسمبر 2018، وحتى قياداته لم تسلم من دمويته وتنكيله وإقصائه، ومنهم الشيخ صالح هبره الواجهة السياسية للميليشيا في الحروب الست وحتى مؤتمر الحوار الوطني والذي بات مصيره الآن مجهولاً، بحسب الوزير الإرياني. ولفت إلى أن الأمر تكرر مع مؤسسي ما تسمى «حركة الشباب المؤمن» ورفاق الهالك حسين الحوثي، وعلى رأسهم محمد عزان وأحمد الرزامي اللذان لم يسلما من بطش الميليشيا وإقصائها، إضافة إلى يوسف الفيشي الرجل الثاني في الميليشيا، وقيادات جناحها السياسي د. محمد المتوكل، ود. أحمد شرف الدين وجدبان الذين تمت تصفيتهم بدم بارد. يشار إلى أن رجل الدين البارز محمد عبدالعظيم الحوثي، لم يكن كذلك بمعزل عن سياسة الإقصاء والتهميش والإجرام التي تتبعها قيادة الميليشيا، حيث مارست ضده صنوفاً من التنكيل واستهدف مركزه الديني في مدينة صعدة، وقتلت أكثر من 200 من أنصاره في مران صعدة وحرف وسفيان بمحافظة عمران، كما تآمرت على زعماء ومشايخ قبائل محافظة صعدة. وذكر وزير الإعلام اليمني أن ميليشيات الحوثي الإرهابية اغتالت الشيخ أحمد دهباش، والشيخ علي حسين المنبهي، وهما من كبار مشايخ مديرية منبه بمحافظة صعدة، كما قامت بتصفية الشيخ أحمد عبدالله ناضل، شيخ «جمعة بني حيدان» بمحافظة صعدة، والشيخ النقيب حمود صفرة أحد كبار زعماء قبائل المحافظة. وتآمرت ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، على الشيخ طه عبدالله الصعدي من كبار وجهاء مديرية ضحيان وعلى مستوى محافظة صعدة، وقامت بتصفيته داخل بيته، كما اغتالت الشيخ يحيى العوجري أحد أبرز وجهاء وزعماء قبائل نشور بصعدة في نشور صعدة، وكذلك الشيخ يحيى قروش (80 عاماً)، ولم يراعوا كبر سنه، إضافة إلى الشيخ حسين مطري من مران حيث أعدمه الحوثيون مع 11 شخصاً من أسرته بينهم نساء وأطفال داخل سيارته. وفي سياق متصل، رصدت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات نحو 756 حالة انتهاك ارتكبتها ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في اليمن خلال الفترة من 10 ديسمبر 2019م وحتى 10 يناير 2020م. وقالت الشبكة في تقرير لها: «إن تلك الانتهاكات توزعت بين القتل المباشر، والاعتقال التعسفي، والإخفاء القسري الذي طال المدنيين، بالإضافة إلى زراعة الألغام، وجرائم القنص التي مازالت تطارد المدنيين وتقض مضاجعهم، وخصوصًا في مناطق المواجهات، وانفجار المقذوفات وقذائف الهاون التي تطلقها ميليشيا الحوثي على القرى والمدن الآهلة بالسكان، واقتحام وتفجير المنازل السكنية الخاصة بالمدنيين، بالإضافة إلى المباني والمنشآت الحكومية والخاصة وما في حكمها». على صعيد آخر، اقتحمت ميليشيات الحوثي الإرهابية، الأحد الماضي، مخزناً تابعاً لبرنامج الغذاء العالمي في محافظة حجة الواقعة تحت سيطرتها، ونهبت كمية كبيرة من المواد الإغاثية والمساعدات الغذائية المخصصة للنازحين والفقراء والمتضررين من الحرب الانقلابية التي أشعلتها الميليشيا. إلى ذلك استكملت ميليشيات الحوثي الإرهابية، الاثنين، سيطرتها على جامعة العلوم والتكنولوجيا بالعاصمة اليمنية صنعاء، وتعد كبرى الجامعات الأهلية في اليمن، وقالت مصادر في مركز العاصمة الإعلامي: إن الميليشيا فرضت رئيساً جديداً من أتباعها على جامعة العلوم والتكنولوجيا، فيما اختطفت رئيس الجامعة د. حميد عقلان، وعدداً من الموظفين واقتادتهم إلى جهة مجهولة.