يتذمر بعض أفراد المجتمع من الأسعار المعروضة في الأسواق أو المراكز التجارية، سواء كانت لمواد غذائية، أو ملابس، أو أجهزة منزل، أو حتى أجهزة جوال، الأمر الذي جعلهم يلجؤون إلى شرائها رغم أنها تفوق إمكاناتهم المادية، مبررين ذلك بأهمية تلك السلع، مُرددين المثل القائل: "مجبر أخاك لا بطل"، وهنا لابد من توعية المستهلكين بثقافة غائبة عنهم ألا وهي: "ثقافة البديل". إن "ثقافة البديل" من أهم الأمور التي يجب على رب الأسرة أو الزوجة أو حتى الأبناء اللجوء لها، والابتعاد عن مقولة: "كل السلع غالية"، فمن يأخذ جولة في ال"سوبر ماركت" القريبة من منزله سيجد أن المواد الغذائية تتنوع وبأسعار مختلفة، الأمر الذي يفتح خياراً واضحاً بجلب ما يناسب "جيب" المستهلك بعيداً عن التشكي وترديد أسطوانة الغلاء، كذلك من يذهب إلى شراء أجهزة منزلية فإنه قد يلحظ في بعض شوارع العاصمة أكثر من محل متخصص بها، وربما شهدت تلك المحلات تنافساً في أسعارها، وهو ما يصب في النهاية لصالح المتسوق. ومن الأمور الغريبة في المجتمع أن بعض الشباب يشتري جهاز جوال بسعر يتجاوز 4000 ريال -يُشكل تقريباً نصف راتبه -، وربما وجدته في منتصف الشهر يقول: "الراتب ما يكفي الحاجة"، وهنا نطرح سؤالاً عريضاً أمامه: "أليس في الأسواق أجهزة جوال بأسعار تتفاوت من 800 ريال إلى 1500 ريال، لماذا لم تقتنها؟"، مما يؤكد فعلاً أن هناك من يسير على طريق لا يمكن أن يبتعد عنه ألا وهو: "غيري ليس أفضل مني"، لاجئاً في النهاية إلى الديون، وربما بقي فترات طويلة دون تسديدها.