استقبلت أمانة جدة يوم أمس أسر شهداء الواجب في منطقة جدة التاريخية للتعرف على التراث الذي يحكي تاريخ جدة بصورة حية، من خلال الشرح والوصف وما تضمنته المنطقة من المواقع التاريخية، يأتي ذلك ضمن برنامج وزارة الداخلية الترفيهي والتثقيفي لأسر الشهداء بجدة. وكان في استقبال أسر الشهداء مشرف بلديات وسط جدة أماني محمود ورئيس بلدية جدة التاريخية المهندس أيمن دمنهوري، حيث قام المرشد السياحي بإعطاء الأسر نبذة عن جدة التاريخية، والتي تعرف باسم جدة البلد، والتي ذكر أنها تقع في وسط مدينة جدة، ويعود تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام، وأن نقطة التحول في تاريخها كانت في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما اتخذها ميناءً لمكة المكرمة في العام 26ه، وتضم جدة التاريخية عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية، مثل آثار سور جدة وحاراتها التاريخية: حارة المظلوم، وحارة الشام، وحارة اليمن، وحارة البحر، كما يوجد بها عدد من المساجد التاريخية أبرزها: مسجد عثمان بن عفان، ومسجد الشافعي، ومسجد الباشا، ومسجد عكاش، ومسجد المعمار، وجامع الحنفي، إضافة إلى الأسواق التاريخية، وفي 2014 أدرجت ضمن مواقع التراث العالمي، وأمر الملك سلمان بن عبد العزيز في يونيو 2018 بإنشاء إدارة باسم إدارة مشروع جدة التاريخية ترتبط بوزارة الثقافة، مع تخصيص ميزانية مستقلة لها، وذلك بناء على ما عرضه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفي مايو 2019 وجه الأمير محمد بن سلمان بدعم مشروع ترميم 56 مبنى من المباني الآيلة للسقوط بجدة التاريخية. وأضاف أن أهالي جدة بنوا بيوتهم من الحجر المنقى والذي كانوا يستخرجونه من بحيرة الأربعين ثم يعدلونه بالآلات اليدوية ليوضع في مواضع تناسب حجمه إلى جانب الأخشاب التي كانت ترد إليهم من المناطق المجاورة كوادي فاطمة أو ما كانوا يستوردونه من الخارج عن طريق الميناء خاصة من الهند، كما استخدموا الطين في تثبيت المنقبة ووضعها بعضها إلى بعض وتتلخص طريقة البناء في رص الأحجار في مداميك يفصل بينها قواطع من الخشب "تكاليل" لتوزيع الأحمال على الحوائط كل متر تقريباً يشبه المبنى القديم إلى حد كبير المبنى الخرساني الحديث والأخشاب تمثل تقريباً الحوائط الخارجية للمنشأ الخرساني وذلك لتخفيف الأوزان باستعمال الخشب. ومن أشهر وأقدم المباني الموجودة حتى الآن دار آل نصيف ودار آل جمجوم في حارة اليمن ودار آل باعشن وآل شيخ وآل قابل ودار قمصاني والمسجد الشافعي في حارة المظلوم ودار آل باناجة وآل الزاهد في حارة الشام ودار آل النمر في حارة البحر، وبلغ ارتفاع بعض هذه المباني إلى أكثر من 30 متراً، كما ظلت بعضها لمتانتها وطريقة بنائها باقية بحالة جيدة بعد مرور عشرات السنين، وتميزت هذه الدور بوجود ملاقف على كافة الغرف في البيت وأيضاً استخدام الروشن وخاصة الرواشين بأحجام كبيرة، واستخدمت الأخشاب المزخرفة في الحوائط بمسطحات كبيرة ساعدت على تحريك الهواء وانتشاره في أرجاء الدار وإلقاء الظلال على جدران البيت لتلطيف الحرارة كما كانت الدور تقام بجوار بعضها البعض وتكون واجهاتها متكسرة لإلقاء الظلال على بعضها. ثم قامت فرقة الفنون الشعبية بأداء بعض الأهازيج التي شارك فيها بعض أبناء الشهداء. زيارة بيت نصيف كما قامت الأسر بزيارة لبيت نصيف الذي بناه عمر نصيف، ويعد معلماً من معالم جدة، حيث نزل فيه الملوك والأمراء والعلماء والوزراء، ويعتبر قصر الضيافة لكل من زار الحجاز، وكان قصر نصيف مركزاً لإقامة الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - وعقد الاجتماعات التي ترتب أمور الدولة، وقام الملك فيصل بن عبدالعزيز بشراء القصر من ورثة الشيخ محمد نصيف إضافة إلى المكتبة القيمة لجعلها نواة للمكتبات العامة بجدة، وقد التقطت الأسر الصور التذكارية في بيت نصيف ليكون ذكرى جميلة. ثم سلم مدير الإدارة العامة لرعاية أسر الشهداء والمصابين العقيد حسام الراشد أمانة جدة درعاً تذكارية بهذه المناسبة، بعد ذلك تم توزيع الورود والهدايا التذكارية للأسر من قبل الأستاذة أماني محمود والمهندس أيمن دمنهوري. أسر الشهداء تتجول في جدة التاريخية تكريم أمانة جدة من قبل إدارة الشهداء زيارة رسمت البسمة على شفاه الصغار جانب من الزيارة