على أحد مسارح لندن غنت النجمة جودي غارلند وهي في قمة انكسارها وألمها أغنيتها الشهيرة «فوق قوس قزح.. في مكان ما فوق قوس قزح والسماوات زرقاء والأحلام التي تجرؤ على حلمها تصبح حقيقة في يوم من الأيام أتمنى أن أكون نجمة وأستيقظ حيث السحاب لا تزال بعيدة وروائي حيث تذوب المشكلات مثل قطرات الليمون. بهذه الأغنية التي لطالما شعرت الفنانة الأميركية والمغنية جودي غارلند بأنها تمثلها أنهت حفلاتها الغنائية على مسرح لندن ضمن إحدى الفعاليات التي شاركت بها في نادي «توك أوف ذا تاون» قبل أن تموت ب6 أشهر، هذا الفيلم السينمائي الذي يمثل دراما لسيرة ذاتية عن النجمة الشهيرة جودي، التي أدت دورها باحترافية وإبداع النجمة رينية زيلويجر، التي استطاعت أن تنقل تفاصيل الشخصية وانكساراتها والضعف الشديد الذي كانت تمر به في حياتها، فالفيلم من إخراج روبرت غولد، وهو من الأفلام التي تتصدر السينما، وحصل على جوائز عديدة، فجودي تعيش الانكسار الكبير في سنواتها الأخيرة جراء قلة الحيلة والضعف المادي الشديد، والانكسار والألم بسبب أنها كانت عاطلة عن العمل، في الوقت الذي لطالما حلمت بمنزل جميل يضمها مع طفليها اللذين فضلا بعد تدهور وضعها المادي والنفسي أن يعيشا مع طليقها حتى يوفر لهما الحياة الكريمة، الأمر الذي وضعها في طريق الإدمان والتدهور النفسي الذي بسببه أصبحت غير متوازنة بشكل بدا واضحًا في حفلاتها الأخيرة ما أثر في نجوميتها. استطاع المخرج أن يدير الكاميرا حول تفاصيل حياتها بالتزامن مع العودة إلى حياتها حينما كانت شابة في بداية النجومية، وكيف كانت معاناتها في إجبارها من قبل المحيطين بها على فعل ما لا تطيقه، والتوبيخ الزائد نظير إعطاء الفن الأولوية المطلقة في حياتها حتى إن كان ذلك على حساب حياتها الشخصية ورغباتها التي تحبها، فأنفقت سنوات عمرها في التوقف عن تناول الأطعمة التي يمكن أن تزيد من وزنها، وعن بناء علاقات مع من حولها، فوهبت الفن جميع حياتها، وكان ذلك على حساب طفليها وحياتها الخاصة، حتى خسرت كل شيء بعد أن وجدت نفسها غارقة في الديون والضغوط المادية الكبيرة، في حين خسرت في حفلتها التي سافرت لها في إنجلترا فرصتها الأخيرة لتستعيد محبة جمهورها حينما أفسدت المسرح بعدم توازنها النفسي وإدمانها حتى قذفوها بالحجارة. ويسدل ستار الفيلم على اللحظة التي تطلب فيها جودي أن تغني أغنيتها الأخيرة لها على مسرح لندن قبل أن تغادر، وفي مشهد مؤلم ومؤثر تغني جودي أغنية «فوق قوس قزح»، التي لطالما شعرت بأنها تمثلها ليتفاعل الجمهور معها ويغني معها فتبكي في لحظة مؤثرة وتسدل ستار النهاية التي تؤكد موت جودي بعد هذه الحلفة ب6 أشهر. لم تكن في الحقيقة جودي غارلند نجمة سقطت بعد أن انكسرت، إنما كانت امرأة أنفقت حياتها على حلم بدا بريقه خاطفًا للأنظار، لكن تلك الشهرة لم تستطع أن تمنحها السلام الروحي والحب الذي كانت تتوق له حتى ماتت في الوقت الذي لم يستطع أحد ممن غنت لإسعاده أن يتفهم مدى وجعها وعمق الجرح الذي كان ينزف بداخلها. الفيلم السينمائي جودي الذي يهب سيرتها حياة وألمًا