رٌغم كل المصاعب التي تواجهك ابتسم، واستيقن بإيمان قاطع أن الله لا يخيب جهد المناضلين، ولا يكسر عزم الطامحين، بل عوناً وسنداً فالله لا يخيب من رجاه ثم سعى وكافح. وابتسم يا أخي في وجه اليأس يخجل، لم نخلق يا أخي لليأس والانكسار والتذمر، ألم يقل العزيز الجبار في محكم التنزيل (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون» . لا مكان لليأس في قلوبنا، ولا يسكن في قلوبنا سوى التفاؤل والإصرار على النجاح والإنجاز، نعم قد نواجه العديد من المصاعب والأكدار في هذه الحياة ولكن لا ننكسر أبداً، ولا يدوم للدنيا حال، ألم يقل الودود جل جلاله في محكم التنزيل (فَإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً. إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً». ومما يروى عن الشافعي رحمه الله من رَاقَبَ اللَّهَ فِي الأمورِ نَجَا *** صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَ الفَرَجَا ومن رجَاهُ يكونُ حيثُ رَجَا *** منْ صدق الله لم ينلهُ أذى فكل تلك الأمنيات والطموحات التي لا يمكن أن تتحقق، بل من المستحيل تحقيقها، قد تتحقق بدعوة صادقة وقلب مؤمن ويقين بالله، قد يقلب الله الموازين في جزء من الثانية، فالذي أخرج يونس من الظلمات الثلاث، قادر على كل شيء جل في علاه. قاتل من أجل حلم رسمته وتفاءل بالغد، واعمل وكافح وخطط واجتهد، وابتسم يا أخي في وجه اليأس يخجل. ولم يكن هناك إنجازات لولا العقبات والمصاعب، ولم يكن هناك طعم للفرح لولا وجود الحزن. أكرمنا المولى بنعمة الإسلام، وسن لنا منهجاً قويماً واضحاً ومكتملاً، لا يشوبه شيء، يرشدنا على التعامل مع أحنك الظروف وأشد المصائب، فمن سلكه لن يهزم ولن ينكسر. نعم، فقط خطط وارسم أحلامك ثم توكل على الله وأبدأ في العمل على تحقيقها، ولا تنسى سلاح المؤمن الدعاء، فهو سلم الناجحين، ومطية الطامحين، وملجأ المستضعفين، وهو الداء لكل داء، ولا يستغني عنه المسلم في كل حال من الأحوال. همسة لكل أبناء وطني الطامحين، لا ينقصنا شيء لتحقيق طموحتنا وأمنياتنا في مملكة العز والكرامة، ولا ينقصنا شيء عن أبناء اليابان والصين، فمملكتنا أرض خصبة لأبنائها، فلنعمل على تحقيقها بكل إصرار وعزيمة.