بسم الله الرحمن الرحيم لكثرة المصائب على الناس في هذه الأيام , وايام العيد خاصة , فتبدل فرح العيد ترحاً , وسروره كدراً , فهذه مشاركة وتذكير , ومواساة وتصبير , لي ولكل مسلم يقرأها ويطلع عليها , وخاصة من لا يستطيع أن يجد ما يتعظ به سواء في القرآن , ام في الواقع , فكم من المصابين , وكم من المكلومين , وكم من الناس هم أكثر بلاءً منك ؟؟ نسأل الله أن يرزقنا الرضاء عنه وعن ما قدَّره علينا ,,, أنا اليوم أعظكم ,, وربما أنتم عن قريب تعظونني أو تعزون أهلي وأقاربي ؟؟؟؟؟ [ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ] البقرة/154-156 إلى كل قلبٍ يشكو مرارة الألم وحُرقته ,,, إلى كل عين أضناها الدمع ,,, صبراً صبراً قال تعالى : [ إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب ] الدنيا لم تكتمل لأحد حتى حبيبنا صلى الله عليه وسلّم فلمَ الحُزن والألم ..!! طُبعت على كدر وأنت تريدها ... صفو من الأقذاء والأكدار هكذا الدنيا لاتبقى على حال فرح وحزن ,, دمع وإبتسام ولكن الصبر ,, الصبر روى الإمام مسلم في صحيحه قوله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن إنّ أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له). فما بعد الضيق إلا الفرج وما بعد العسر إلا اليسر [ فإن مع العسر يسراً * إن مع العسر يسرا ] وكل ذاكَ بأجره ,,, ستُشرق الشمس وتحمل بين ثناياها أملاً لقلوب بات يطوقها اليأس !! وأضحت الدُنيا في عينها ظلاماً دامساً !! علينا أن نعلم بأن ماجرى بقضاء الله وقدره [رُفعت الأقلام وجفّت الصُحف ] رواه الترمذي فليس بيدنا سبيل لتغييره أيها المبتلى :: إحمد لله على كل حال احمد الله واصبر , فالأجر مُضاعف [ ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكهاإلا كفر الله بها من خطاياه ] - البخاري. تأمل نعم الله التي بين يديكك ولا تُفكّر بالمفقود واحمد الله فأنت في خير عظيم ,,, لاتستسلم للضيق والألم والهم . فالتفكير قد يزيدك حزناً وألماً ,, فقط الجأ إلى رب الأرض والسماء أخبره بأسرارك ولاتُسمِع أحداً سواه ,,, بح بآلامكك وحزنكك إليه فهو من سيكشف الضُر عنكك [ أمّن يُجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ] لاتُكثر الشكوى لبني البشر فذاك سيزيد من ضيقكك ابعث الشكوى لخالقكك [ إنمّا أشكوا بثّي وحُزني إلى الله ] واسأله ان يزيح عنكك ماأصابكك واستغفره وأحمده على كل حال !!! [ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا *يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ] وأكثر من الذكر ففيه انشراح الصدر وسعادة القلب [ ألا بذكر الله تطمئن القلوب ] يمم لخالقك فقد يكون الله قد ابتلاك لأنه اشتاق لسماع صوتكك خاضع متذللا إليه سبحانه .... كما قد قال أحد السلف .. إن ربنا عزوجل إذا أحب عبدا ابتلاه .. وما ابتلاه إلا ليسمع تضرعه وشكواه اسأله الفرج , اسأله الصبر , اسأله الأجر تفكر في حال الدنيا وانها لاتدوم على حال واسأل الله الجنّة ,,, لاتضيع أجرك بالتسخط بل اصبر واحتسب ... " والله ُ يُحبُ الصابرين " وتذكر [ إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ]رواه الترمذي تذكر بأن أشد الناس بلاء الانبياء ثم الأمثل فالأمثل فقد ثبت في المسند من حديث مصعب بن سعد عن أبيه قال : قلت : يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال : ( الأنبياء ثم الصالحون ، ثم الأمثل فالأمثل من الناس ، يبتلى الرجل على حسب دينه ؛ فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه ، وإن كان في دينة رقة خفف عنه ، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشى على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة ) مسند الإمام أحمد وابتعد عن المعاص والذنوب فهي تورث القلب حزناً وظُلمة وربما يكون ماأصابك عقوبة من الله لذنب اقترفته وتفكر في قوله سُبحانه { ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك} فعلينا بالصبر وسؤال المغفرة من الله عزو جل بدد ألمك وحُزنك واستبشر بالفرج تخلص من أكوام الألم بداخلك واعلم أن السعادة في رضا الله عزوجل وابتسم فربك كريم رحيم , [ وَاسْتَعينوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلى الخاشِعينَ] هذه كلمات أبعثها اليوم لك , حتى نكون لبعضنا سنداً في الشدائد , وإن أعظم الشدائد عندما تختلط الأمور مصيبة ,, وفقد ,, وألم ,, وجرح ,, وفراق ,,,, وربما فقد المعين على أمور الدنيا والآخرة !! والحمد لله رب العالمين ====================ِ أخوكم وأبنكم / قالط محمد ال دريس