كان والدي رحمه الله تقياً ورعاً سعيداً في حياته ينظر إلى الأمام دائماً ويشكر الله على كل شيء وعلى أقل شيء صبوراً مبتسماً عندما تمر به شدة يتوقع دائماً بعدها فرجاً لا يشتكي من أمور الدنيا ويقول دائماً ربك يفرجها ويقول دائماً لا تشغل بالك يا أخي اترك الخلق للخالق وان مع العسر يسرا. ودائماً يقول لأصدقائه ومعارفه واقربائه ابشر يجيك الفرج بإذن الله تعالى. قال تعالى في محكم كتابه العزيز «فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون. يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين» آل عمران 170، 171. وقال تعالى «ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون. لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم» يونس 62 64. وقال سيد الخلق أجمعين رسول الله صلى الله عليه وسلم «لو كان العسر في كوه لجاء يسران واخرجاه». وقال سيد الأولين والآخرين رسول الله صلى الله عليه وسلم «اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا رب غيرك». وقالت الحكمة : تفاءلوا بالخير تجدوه. وقالت الحكمة : التفاؤل من الله أما التشاؤم فيولد في دماغ الإنسان. وقال حكيم : المتفائل يقول ان كأسي مملوءة بالماء الى نصفها والمتشائم يقول ان نصف كأسي فارغ. وقال حكيم آخر : المتفائل يجعل الصعاب فرصا تغتنم. وقال الشاعر البستي : دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال الى حال وقال المتنبي: لا تلق دهرك الا غير مكترث ما دام يصحب فيه روحك البدن فما يدوم سرور ما سررت به ولا يرد عليك الفائت الحزن وقال شاعر آخر : أعلل النفس بالآمال ارقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ويحكي أن عيسى عليه الصلاة والسلام مر برجل أعمى أبرص مقعد مصاب بالجذام وهو يقول الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه. فقال له عيسى عليه الصلاة والسلام يا هذا أي شيء من البلاء اراه مصروفا عنك؟ فقال يا روح الله أنا خير ممن لم يجعل الله في قلبه ما جعله في قلبي من معرفته، ألم يترك لي لسانا أحمده، وقلباً أشكره فقال له عيسى عليه السلام صدقت، وهات يدك، فناوله يده، فإذا هو أحسن الناس وجهاً وأفضلهم هيئة، وقد أذهب الله عنه ما كان به، فصحب عيسى عليه الصلاة والسلام وتعبد معه، فيا سادة يا كرام دعونا نعلم ابناءنا التفاؤل، والشكر الدائم لرب العزة والجلال وان يعلموا ان مع العسر يسرا، والابتعاد عن التشاؤم ونعلمهم ان الله قادر على ابدال العسر إلى يسر في غمضة عين وانتباهتها، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.