نوّه الدكتور عبدالرّحمن العصيمي بضرورة حوسبة اللّغة العربيّة من قِبل المهتمّين بها لاستخدامها في كلّ التطبيقات لمواكبة تطورات الحوسبة، وركّز على النّمذجة وأنماطها اللّغوية والتوزيعيّة، وعن تطوّر آليّات البحث وكيف يرتّبها حسب التاريخ والباحث واهتماماته.. جاء ذلك في محاضرة ألقاها مؤخراً في مجلس حمد الجاسر بعنوان: «اللّغة العربيّة والذكاء الاصطناعيّ» أدارها د.عبدالعزيز الخراشيّ. وأكد د. العصيمي إن اللّغة العربيّة والذكاء الاصطناعيّ علمٌ بينيّ يسمّى اللغويّات الحاسوبيّة، أو معالجة اللغويّات الطبيعيّة، ويهتم في التخصّصات اللّغوية والتطبيقيّة والذّخائر والمدونات اللّغويّة، واستعرض العديد من الأمثلة لتوضيح مدى العلاقة بين اللغة العربية والذكاء الاصطناعيّ. وذكر أن خوارزميّات الحاسب الآلي تطوّرت في آخر عقدين؛ حيث أصبح الحاسب ذكيًّا وقادرًا على اتّخاذ القرار من تلقاء نفسه، مشيرًا إلى أن الآلة الذكيّة تستمر في تطوير مهمّة ما، بناءً على خبرة ما، باعتبار مؤشر أداء معين، فهي تأخذ البيانات وتبني النموذج وتقوّمه وتطوّره، وتعيد الكرّة حتى تستقر على أفضل طريقة للنموذج، مستعرضاً بعض الأمثلة من الرسائل. وركّز على النّمذجة وطريقة استقبال الحاسب الآلي للمعلومات وآليّة التقويم والاحتفاظ بالنموذج الأفضل وضبط القواعد، مشيرًا إلى أنّ نمذجة اللّغات مهمّة صعبة؛ فقد يعجز الحاسب من إيجاد الأنماط؛ لأنها ليست مطّرِدة؛ حيث يعاني الحاسب من غموض في فهم اللّغات، ودلالات العبارات، واللغة العربيّة تحديدًا تعاني من غموضٍ أعلى لعدّة أسباب أبرزها: النقص الكبير في الشّكل الكتابيّ من التشكيل والهمزات والمسافات، وكثرة الالتصاق في الكلمات النحويّة والخصائص الاشتقاقيّة، والتفرّد في الصرف المبني على الأوزان، وحرّية ترتيب الكلمات في التّقديم والتّأخير، تجعلنا مطالبين بإعطاء الحاسب الآلي بيانات أكثر. موضحاً إن هناك نمطين مشهورين لنمذجة اللّغة: الطريقة اللّغوية، والطريقة التوزيعيّة، فالطريقة اللّغوية مشهورة عند أهل اللّغة وتمر عبر مستويات التّحليل: الكتابيّ والصرفيّ والنحويّ والدلاليّ والخطابيّ. وعن النمذجة بالطريقة التوزيعيّة (مضامين الكلمة) وقال: إن هذه الطريقة حديثة وذكيّة حتى أحدثت ثورة في عمق معالجات اللغويّات الطبيعيّة، وهي آليّة تعلم معنى الكلمة من الكلمات المصاحبة وللتنبّؤ بالكلمات، وتشرح كيفية قياس الأداء وتطابق الكلمة المتنبّأ بها مع الكلمة المنزوعة، وقياس التقارب بين الكلمات الممكنة لسياق معين، والتناظر اللفظيّ. وهي تحتاج إلى بنية أساسيّة لهذه التطبيقات ليفهم الحاسب اللّغة ويتمكّن من إنتاجها بشكل أفضل.