منذ الطفولة اعتدنا أن يكون يوم اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي يومًا مميزًا وحافلًا، نرتقب فيه وصول ملوك ورؤساء دول المجلس إلى الدولة المستضيفة، والحفاوة التي تحيط بذلك الاجتماع. أخوة رأينا في علاقتهم أسمى معاني التقدير والاحترام والإجلال، علاوة على روح الفداء الحقيقي، كلٌّ منهم يفتدي أرض بلد الوطن الآخر بدمه وكأنها أرضه. والمواقف تشهد والتاريخ يسجل، ولعل وقفة وكلمة الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - التاريخية تشهد في حرب الخليج. امتد هذا الحب وطال الولاء، وزرعه هؤلاء القادة حتى تأصل في نفوس شعوبهم، حتى أصبحنا نردد: (خليجنا واحد)، وكأننا فعلًا بلد واحد، وإن تباعدت المسافات قليلًا، ولعل المجلس يقربها بتعجيل إنشاء قطار يربط تلك الدول الشقيقة بعضها ببعض بسرعة تصل إلى 300 كلم/بالساعة، ما يعزز السياحة الخليجية والعلاقات التجارية بين الدول. فحلمي كمواطنة سعودية أن أستمتع بالمجبوس الكويتي على وجبة الغداء في أشهر مطاعم الكويت، وفي اليوم نفسه أستمتع بوجبة عشاء على الساحل الإماراتي، ولا تهون بقية الدول، ولكن على سبيل المثال لا الحصر. دول مجلس التعاون الخليجي ملوكًا ورؤساء وشعبًا (لا فرق الله شملكم).