هذه الدنيا فانية.. وليست دائمة.. سوف تمضي من دون أن نشعر بها.. ستزيد أعمارنا، وستنضج عقولنا وسندرك مالم نبصره على حقيقته وسنتعلم مما أخطأنا به بالماضي ولكن الأهم هنا أن نتعلم كيف نعيش بها كيف نمضي ونحن مطمئنون لا نحمل هم ولا نفكر ولا نركض وراء أحداث لا تستحق. لكي تعيش! اكتشف ذاتك.. أبحث عن كل ما يُسعدك وابتعد عن كل ما يحزنك. كُن كالحياة لطيفًا مع الجميع، لكن لا تتعلق! عوّد نفسك أن لكُل بداية نهاية ولكُل نهاية ذكرى لا تزول.. ذكرى إما أن تُميتك أو تحييك. لا تجعل كل من يدخُل حياتك يؤثّر عليك، لا تكُن معرضاً للتأثير.. فتُخذل، ولا تكُن قاسيًا فتُكسر؛ فلا تستهِن بمشاعرك! إن حزنت يومًا.. لا تنتظِر أحدًا لكي يُواسي حزنك وحارب حزنك بنفسك وإن بكيت وتألمت يومًا.. لا تنتظِر أحدًا لكي يمسح دمع عينك ولملم دموعك وألمك انهض! ولا تكُن ضعيفًا في هذه الحياة ولا تحمل عبئًا ثقيلًا عليك ولا تلوح للراحلين وفي داخلك غصة بُكاء بل قُل: "لعل رحيلهم خيرةٌ من الرب وبداية جميلة لحياتي" لا تجعل حياتك تقِف على أي شخص، حتى وإن كان هذا الشخص أقرب الناس لك، فإن خذلك حاول أن تتعدى مرارة خذلانه، وإن أبكاك حاول أن تفهم بأن لا أحد يستحق دمعة من عينيك، وإن أحزنك حاول أن تتذكر بأن هناك الكثير من الأشياء التي تُسعدك وتُغنيك عنه.. عِش حياتك هكذا. تجاهل وتغاضى عن كُل شيء يعكر عليك صفو يومك، لم تُخلق حتى تعيش حياتك لتحزن وتبكي لأجل أمورٍ لا تستحق، بل خُلقت لكي تُسعد نفسك وتُبعدها عن كُل شيءٍ يؤلمها؛ فلنفسِك عليك حق! اكتفِ بنفسك عن كل شيء، فلا أحد يستحق.. أعطِ بقدرِ ما تأخذ واهتم بقدر ما يأتيك من الاهتمام واسأل عمن يسأل عنك حتى لا تظلم أحدًا بتقصيرك ولا تعطي أحدًا فوق قدره؛ فيُعطيك أقل من قدرك! إذا أردت أن تتحدث.. فضفض لربك فهو يسمعك.. يفهمك. حتى وإن لم تُصيغ ما في داخلك بالكامِل. لا تكتُم مشاعرك في داخلك ولا تكبُت الحزن في قلبك، ولاتحبِس بُكائك في أعماقك" نعم.. أغلبنا يتصِف بالكتمان ولكن نحنُ أقوى من أن يتغلب الكتمان علينا. يجب أن نبوح، نفضفض، نبكي، نكتب.. حتى نُفرغ كل شيءٍ في داخلنا يُتعبنا ويؤلمنا وحتى لا يتراكم كُل شيء في داخلنا فينفجر وننفجر نحنُ معه.