* من منا لا يُضيء وجهه على سيرة الحب! ومن منا لا يُحب أن يُنكش عن الحب في حياته! * ولا شيء يغير ملامح وجه إنسان مُتعب مثل نبشه عن الحُب في حياته، لتدعه يفضفض.. وما عليك غير أن تمنحه كل اهتمامك وسمعك! * كسا التعب ملامح وجهه، ونبرات صوته تخفي في طياتها بللا من حزن.. خوف.. مشاعر مبهمة. فكرتُ أن أنتقل به إلى بُعدٍ آخر بعيدا عن الفضاء الذي كان يُحدق فيه. باغته بالسؤال: هل أحببتَ في حياتك؟ فوجئ.. مبهوتا.. -- نعم !! ماذا ؟ أما سؤال !؟ وهنا كانت المفاجأة.. انطلق يفضفض.. وكأن الذاكرة كانت على استعداد مُلِحْ كي تحكي وفي انتظار من يستمع. وكأنها، الذاكرة، كانت تشتاق إلى صوت نفسها وهي تستعيد صورا.. مواقفا.. أزمنة كانت، كان فيها الكثير من المعاناة والألم، ومن الحُب أيضا.. ويمضي الوقت والذاكرة تُروي بصوته.. ويرتوي.. وملامح الوجه تتبدل.. تبدو أكثر راحة واسترخاء.. ونجمة مبتسمة تضيء العينين.. وضحكة مُجلجلة من القلب: كمْ أنتِ مُخادعة!!! جعلتِني أثرثر بما قد تناسيته أو اعتقدت ذلك.. وبما أحاول دفنه في الأعماق دون أن تطهر الجراح من آثاره.. فتظل حية في الأعماق، تطفو إلى السطح كل حين لتعذبني.. ثم تعود وتختبئ.. * إنه الحُب الذي يعشق أن نذكره ونتذكره، ونحكي رواياتنا معه لتبقى سيرته حية أبدا في حياتنا. ويحلو لي أن أنكش الكبار.. كبار السن.. عن العاطفة والحُب. أرى أحيانا عينا أطفأ فيها المرض بريق الحياة، تومض فجأة لذكر الحب عند السؤال: حدثني عن الحب في حياتك.. غالبا ما يستخرج السؤال آهة ممتدة من حشاشة القلب موجعة، أو مُجلجلة بضحكة فرح لاستعادة سيرة الحبيب. وأحيانا ترسل سيرة الحب بمحدثي إلى ما يشبه الإغماءة في لحظة صمت عميق، تحار أمامها مشاعري. وكما أمتعتنا سيدة الطرب في سيرة الحب: "وأعرف حكايات مليانه آهات ودموع وأنين والعاشقين دابوا ما تابوا.."