هل سبق أن تخيلت لونًا واحدًا فقط للحياة من حولك؟ اللون بتعريفه المادي الصرف الذي يقودك إلى ألوان أعمق في نفسك لتغدو روحك ملونة وعالمك يصطبغ بطيفٍ من الألوان. * تتم بناء بيتك لتأتي مرحلة اختيار الألوان لأجزائه، وكأنك تقول في نفسك لنفسك: السكون في الألوان سكن. * تدخل محل الخياطة في الشتاء، فتشدك تفرعات الألوان واتساعها وتدرجها لتكتشف الإهمال الذي طال روحك حين أصبحت الألوان مهملةً داخلك، ولا تلفت انتباهك الحسي، أو بمعنى إضافي نسيان جمال الأثر الذي تعمقه بك حين تتكاثر الألوان داخلك. تخرج من الخياط مغمض العينين لتعود إلى ألوانك اللغوية من جديد: ابتسامة صفراء، الصحافة الصفراء، قلبك أخضر، كذبة بيضاء، الجن الأزرق، موت أحمر والقائمة تطول؛ لتصل إلى اقتناع ملون بأن الاقتراب من الألوان اقتراب من الحياة وعودة إليها، وبثٌ للجمال في صفحتك البيضاء الممتدة، التي لا تملك غيرها في عمرك الوحيد، ولتتذكر كذلك مقولة الفنان الروسي فسيلي كاندينسكي: الألوان هي القوة الوحيدة التي يمكنها التأثير مباشرة في الروح.