لأن النقص جزء من الكمال كان لا بد لكتابة الأسبوع الفائت أن تكتمل ولو في سبيل التخلص من الإحساس بذنب عدم الذهاب إلى أقصى ما يمكن أن يُذهب إليه. لُب الحديث في الأسبوع الفائت كان عن المهارات الأربع التي لا تستغني عنها أي لغة ومن ضمنها الإنجليزية، ومما ذُكِر كان نتائج الاستبيان عن أصعب المهارات التي يتقنها متعلم اللغة الإنجليزية تحديداً، والتي آلت إلى أن التحدث كان الأصعب ثم الكتابة والاستماع بفارق ضئيل وفي الأخير كانت مهارة الاستماع. سأقلب ظهر المجن على هذه النتائج معقباً ومفنداً قدر الاستطاعة بالمتاح من البراهين والأدلة. التحدث والكتابة مهارات تنشأ صعوبتها عن إنتاجيتها مستندةً في كمالها على مهارات الاستماع والقراءة، لكي تتحدث جيداً عليك أن تستمع جيداً، ولكي تكتب جيداً عليك أن تقرأ أيضاً بشكل جيد.. ومن هنا جاءت صعوبة التحدث والكتابة بقدر اعتمادهما على غيرهما، ولنا مثال فيمن كان يعمل في شركات مثل أرامكو وغيرها من كبار السن يملكون طلاقةً بالإنجليزية مذهلة في التحدث قل نظيرها بينما على النقيض تجده ضعيفاً في مهارة الكتابة وربما قد تصل إلى مستوى شبه معدوم في هذه المهارة، وذلك يعزى إلى أن مهارة الاستماع أُشبعت لدى هذا الكبير بالسن في فترات شبابه بوجود بيئة مصغرة مشابهة لبيئة اللغة الأم في موطنها بتوافر الاحتكاك المباشر بشكل شبه يومي في معسكرات عمل وسكن مع متحدثيها الأصليين، هذا العامل البيئي قد لا يتوفر لطلابنا في المدارس وذلك ما أضعف مهارة التحدث لديهم وزادها صعوبةً لضعف مدخلات مهارة الاستماع أولاً. ما قيل في مهارة التحدث يقال في مهارة الكتابة لحاجتها إلى مهارة تسبقها وهي مهارة القراءة والتي لا نتقنها بشكل مرضٍ ليس فقط بالإنجليزية بل حتى في لغتنا العربية الأم للأسف.