اهتمت الشركات الرقمية ومراكز الابتكار التقني بقطاع "الألعاب الإلكترونية" بعد الجهود التي بذلتها "اللجنة الأولمبية السعودية" حينما أسست في أواخر 2017م "الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية والذهنية"، ولمساندة ودعم هذه الرياضة أعلن وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه أثناء افتتاح منتدى صناعة الترفيه بالرياض عن مجموعة من المبادرات والبرامج التحفيزية الضخمة والتي ستكون على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حتى تُسهم في تطوير صناعة الترفيه الرقمي بالمملكة، وسيتم إطلاق شركات ريادية متخصصة في مجال الألعاب الإلكترونية عن طريق مسرعة أعمال مرتبطة بهذا الجانب. وفي أثناء افتتاح المنتدى ألقى وزير الاتصالات وتقنية المعلومات كلمته قائلاً: إن هذه البرامج تأتي نتيجةً لجهود تشاركية وتكاملية بين الوزارة والهيئة العامة للترفيه والاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية والذهنية، بهدف استثمار الموارد والفرص التنموية بهذا القطاع، فالمملكة تمتلك منظومة متكاملة من الممكنات الرقمية، وكذلك تمتلك مراكز تقنية تسعى للابتكار دائماً، ولديها ما يكفي من الأشخاص الذين يتمتعون بالشغف والإقبال القوي لتجربة التقنيات، لذا فهي قادرة على تمكين رواد الأعمال والكوادر الشبابية في صناعة الترفيه الرقمي. مركز مشترك ووقعَ وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه مذكرة تفاهم مع المستشار في الديوان الملكي رئيس الهيئة العامة للترفيه الأستاذ تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، ومن خلالها اتفقوا على إنشاء مركز مشترك للابتكار الرقمي، وتدريب الكوادر الوطنية التي ستعمل في نطاق الترفيه الرقمي، وتقديم الدعم للشركات الناشئة في برمجة وتصميم الألعاب الإلكترونية، ومحاولة تسريع المشروعات الرقمية، وتوفير خدمة الإرشاد التقني للمهتمين بهذا المجال، وأيضاً نصت الاتفاقية على تطوير الأعمال والحلول التمويلية للمشروعات المتأهلة، مشيراً إلى أن صناعة الترفيه في المملكة استطاعت أن تحقق تحولات كبيرة على مستوى العالم خلال الأعوام القليلة الماضية، وذلك بحجم بلغ أكثر من ثمانية تريليونات ريال سعودي، حيث يساهم التحول الرقمي والتقني بما نسبته 55 % من إيرادات هذا القطاع، مبيناً أن المملكة تحتل المرتبة الأولى بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في حجم سوق الألعاب الإلكترونية، فهي ضمن أكبر 20 سوقا عالميا، أي حوالي 4.6 ملايين لاعب نشط، ذاكراً أنه في العام 2018م بلغ حجم الإيرادات نحو اثنين مليار و800 مليون ريال سعودي، وهذا الأمر يدعو كافة الجهات ذات العلاقة أن تستغل الفرص المتاحة بالسوق حول صناعة الترفيه الرقمي. مستقبل ترفيهي وأوضح فيصل الجهني أن الترفيه الرقمي هو المستقبل الحقيقي للترفيه؛ لأنه يتفوق على الترفيه التقليدي بمعايير إيجابية لجانب المستثمر والمستهلك، فالتحول الرقمي استطاع أن يسهل على المستثمرين عملية الوصول إلى المستهلك والتي تعتبر من أهم التحديات المكلفة جداً في الترفيه التقليدي، كما أن الترفيه الرقمي يشجع المستثمر ويساعده على الدخول في مجالات متعددة، أما المستهلك فبإمكانه أن يحصل على وسائل ترفيه متنوعة ورخيصة وسهلة الاستخدام متخطياً بذلك بعض الصعوبات الترفيهية كاحتكار الخيارات أو ارتفاع التكلفة المادية في سبيل الترفيه. وقال حول اتفاقية صناعة الترفيه الرقمي: إن ما تضمنته الاتفاقية يشمل ما ينقص السوق المحلي، فوجود المسرعات والمراكز التدريبية سيسهم بلا شك في تحفيز وتطوير هذه الصناعة، إضافةً إلى أن الرياضة الإلكترونية كانت تواجه تحديات كثيرة في السابق وتحديداً في الجانب الاجتماعي والتنظيمي، أمّا اليوم أصبح الترفيه الرقمي مرغوب اجتماعياً ومدعوم نظامياً، مقترحاً على من لديه الشغف ورغبة الاستثمار في الترفيه أن يستغل هذه الفترة ليدخل في المجالات الترفيهية الرقمية. تثقيف المجتمع وأفاد الجهني أن التحدي الحقيقي يكمن في تثقيف المجتمع حول هذه الرياضة بهدف التخلص من الصور النمطية، ولإثبات مدى جديته كقطاع ترفيهي واستثماري، مضيفاً أن هناك فجوة بين وفرة المواهب الموجودة وعدد الفرق واللاعبين المحترفين، فيعتقد أن على القائمين بهذه الرياضة الإلكترونية سواء كانت الهيئة العامة للترفيه أو الهيئة العامة للرياضة أن يركزوا في إخراج المواهب الوطنية وتقديمها بشكل احترافي. وذكر ماجد الخثعمي - رئيس نادي تقنية المستقبل بجامعة الملك سعود - أن صناعة الترفيه الرقمي مجال لا يتوقف عن النمو، معتبراً إياه الرقم الأول حالياً في الترفيه. ورأت هبة المبيّض أن التحول الرقمي من مسلمات عصرنا، لذلك التطور المتسارع الذي نشهده في الأجهزة الإلكترونية يميّز صناعة الترفيه الرقمي، حيث سيكون ضيفاً لدينا وبين أيدينا، ولن يكون محصوراً على موقع فعلي أو ميداني، مضيفةً أن الاتفاقية ستطور البنية التحتية أكثر لهذه الصناعة مما سيساهم ويشجع مختلف المستثمرين للدخول في هذا المجال؛ لوجود البيئة المتكاملة والصحية والأهم أنه سيمكننا من تحويل برامجنا إلى برامج مستدامة، لافتةً إلى أن مجال صناعة الترفيه الرقمي في المملكة لا يزال في بداياته وبأول خطواته الواعدة، فالتحديات كثيرة كأي قطاع جديد، لكن قد تكمن أهم التحديات في نشر الوعي نحو ثقافة الرياضات الإلكترونية. توقيع مذكرة تفاهم بين م. عبدالله السواحه والمستشار تركي آل الشيخ فيصل الجهني ماجد الخثعمي