يلاحظ المتابع لرياضتنا منذ سنوات ضعف المستوى الفني داخل الملعب، وقلة حضور الجماهير في مدرجات الملاعب، ولكن في المقابل ترى صخبًا وصراخًا في ساحات التواصل الاجتماعي والإعلام الرياضي، وترى سجالاتهم تدور حول مسميات وألقاب رمزية لا تضيف للنادي شيئًا، بل تزيد الاحتقان والتعصب، وأحيانًا نصل إلى مرحلة تبادل البذاءات، ظنًا من بعض الجهلة أنهم كاسبون صيدًا ثمينًا عندما تقذف الجماهير بعضها بأبشع الكلمات، بل نصل في بعض الأوقات إلى مد اليد بين إخوان أو أصدقاء بسبب واهم تاجر به بعض المنتفعين وعديمي الضمير من بعض الذين يقودون إقطاعيات داخل الوسط الرياضي، سواء من بعض المشاهير أو المسؤولين، وهذا العبث يدعونا إلى مراجعة أنفسنا كأشخاص رزقنا الله أن نخرج في وسائل الإعلام كنقاد وكتاب بأن نرشد من تاه ودخل في هذا النفق المظلم، وأن نوجد حلولاً لهذه المعضلة؛ لأن المسؤول وحده لا يستطيع فعل شيء في مثل هذه القضايا، وأنا أعتقد أن الحلول متوافرة، ولكن تحتاج إلى وقت وقيادي يده لا ترتعش عند اتخاذ القرار من هذه الحلول. تفعيل دور اتحاد الإعلام الرياضي وجعله سلطة رياضية ذات كيان مستقل، تنضوي تحته لجان قانونية وتأديبية لها صلاحيات كاملة، تبعد كل من يسيء استخدام المنابر الإعلامية ويجعلها منصة لنفث سمومه بين الجمهور. ونحتاج برامج توعوية عصرية للجمهور بطرق حديثة بعيدة عن الحملات السابقة، التي كانت شعارات فقط وليس لها أي تأثير ملموس. وعلى الطرف الآخر، يجب على شبابنا أن يكونوا عقلاء، ويختاروا شخصيات تحمل مضمونًا مميزًا ويتابعوهم، ويجب على كل صاحب قلم أو صوت مؤثر أن يتقي الله في شبابنا. خلاصة القول: الإعلام واجهة وطن فلا نشوه صورة مملكتنا بتصرفاتنا كإعلاميين سعوديين، ورسالة للمشجعين: شجعوا فرقكم بحماس وقودوها إلى المنصات، واحذروا أن تنقادوا للمستنقعات والصدامات.