من يتابع كرة القدم السعودية سواء المسابقات الرسمية مثل الدوري وكأس ولي العهد أو كأس الملك أو السوبر يلحظ أنها مسابقات ساخنة جداً ومنافسة شرسة إن صح التعبير وتصعيد عالٍ بالمدرجات والصحافة والبرامج الرياضية، كل قوة الكرة السعودية وتنافسيتها في الحقيقة ليست في الملعب بل أصبحت للأسف خارج المستطيل الأخضر أكثر من أن تكون داخله فأصبحنا نجد ممارسات لا تتصل أو لها علاقة بكرة القدم، أصبحنا نجد المحاكم والشكاوى كل يوم قصة، وتصعيداً بلا حدود ووسائل تواصل إعلامي أصبحت منبر من لا منبر له ويحق له أن يسيء ولا أقول يعبر ويكتب وينتقد بعقلانية وموضوعية أو حتى بتعصب محترم لناديه. تحولت الرياضة لدينا إلى عامل طرد بكل معنى الكلمة، فالإعلام خصوصاً التلفزيوني ووسائل التواصل الاجتماعي في كثير منها ولا أعمم تخرج عن إطار المنافسة الحقيقية الشريفة، بل العمل على الانتقاص والتقليل من الآخر واستخدام الوسائل التي ربما تكون غير لائقة من كتابة وألفاظ وغيرها، وهذا لا يتصل بكرة القدم نهائياً، أصبح كل شيء مشكوكاً به حكاماً ولجاناً وحتى رئيس الاتحاد وأصبحنا نسمي "اتحاد عيد" و"اتحاد عزت " وهو الاتحاد السعودي لكرة القدم، وقت الانتخابات لرئاسة اتحاد الكرة رأينا حملة تشكيك حتى برئيس هيئة الرياضة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد والأصوات الخمسة وهو حجبها ولم ينتهِ التشكيك، كل شيء يهاجم ويشكك به وتغذيها برامج رياضة "كبرنامج الذي يوافق المذيع رأيا وطرحاً" وإلا لن يكون ضيفاً وبرامج شبه يومية لنقاش كل شيء خارج الملعب وليس المباراة نفسها، أصبحنا في وسط رياضي طارد جداً للجمهور العقلاني الذي يريد مشاهدة كرة قدم ممتعة جيدة وللأسف الإعلام يعيش على ذلك ليس في سبيل أنه يخدم كرة القدم السعودية ولكن إما زيادة متابعين أو تسويق أو إعلانات لمشاهدين أكثر. فلنقتدِ بالأوروبيين في أوروبا ومن متابعتي لها لعقدين من الزمن لم يمر علي عقد لاعب نقض بعد توقيعه أو لاعب أو مدرب وقع لناديين خلال أيام حتى نظام الاحتراف "هش" لا يحمي لا النادي بكفاية، بل أصبح في صف اللاعب أكثر من أي شيء آخر، فأصبح الالتفاف عليه سهلاً وبغرامات مقدرة السداد، نظام الاحتراف يحتاج إلى قوة "قانونية" و"تنفيذ" وهذا يحتاج تفصيلاً لأن ما يحدث اليوم هو قوة النادي أو اللاعب صاحب الحق الأعلى والقوة هو من يملك القدرة على تحقيق ما يريد، النادي يلتف ويضغط إعلامياً واللجان تحاول إرضاء الجميع وهذا ما وضعها في زاوية خسرت الجميع وإعادة صياغة وهيكلة وقوة الاحتراف مهمة وما ظل هناك "فجوات" في النظام ستستغل وسيصبح من حق النادي أو اللاعب أن يلتف ما المانع في ظل وجود فرصة اختراق له؟! وهذا ما وضع الاحتراف لدينا الآن في حالة "نزع ثقة" قصة إلتون خوزيه وسعيد المولد وعوض خميس والخيبري وغيرهم كثير ماذا تدل يا لجنة الاحتراف؟؟ قوة القوانين وتطبيقها ستردع أي لاعب أو نادٍ من تجاوز القانون وبالتالي سيكون احتراف العقود هو الأساس أيا كان النادي أو اللاعب أو الرئيس، هيبة اتحاد الكرة وقوته من قوة لجانه، وهذا ما نفتقده حقيقة وبقية اللجان التي يجب أن تستند على قوانين قوية لا تخترق ولا ثغرات بقدر ما يمكن وتعالج مباشرة وتنفيذها سريعاً وتطبيقها والحلول متاحة لاتحاد كرة القدم فماذا يفتقد إذاً؟ وهو اتحاد منتخب يملك الاستقلالية ولا سلطة عليه من أندية أو غيرها؟ أعيدونا إلى الملعب نحتاج أن تركز الكرة السعودية على الملعب ممارسة كرة القدم، أصبحنا خارج الملعب أكثر من المستطيل الأخضر فزاد معها التعصب والتصعيد بلا حدود وتطاول بكثير من العبارات أو الكتابات غير اللائقة أبداً، يجب أن تعاد صياغة الكرة السعودية، وأتمنى من الأمير عبدالله بن مساعد وهو الرجل الهادئ والعقلاني والقوي في قراره أن يعيد الكرة السعودية إلى "الملعب" وليس إلى وسائل التواصل أو البرامج الرياضية أو التعصب الرياضي الذي أوصلنا لمرحلة كراهية كرة القدم الحقيقة سيقول البعض هذا تنافس، وحلاوة كرة القدم، سأتفق مع الجميع بذلك حين يسود الاحترام والتقدير، ولا نصل لتحقيق ومحاكم، سب وشتم وغيرها، نرحب بالتنافسية الشريفة التي تعني تقبل الخسارة أو مباركة الفوز، لا أن أشكك بالجميع، وأصب جام الغضب أو حتى الكراهية وأغذيها من خلال كتابة أو تصريح أو برنامج، هذا لا نشاهده في الدول المتقدمة رياضياً وصلنا مرحلة لا فريق يهزم باستحقاق والكل يستحق الفوز، هذا لا يحدث ومنطق غير مقبول وأتمنى من الأمير عبدالله صياغة مرحلة مهمة من الكرة السعودية وهي المنافسة الشريفة وضبط النفس واحترام الآخر والحد من التطاولات أياً كانت بالقانون وأن يكون هناك اتحاد كرة قوي بقوانينه وقراراته وتنفيذها وهذا هو المخرج برأيي، لأننا سئمنا اللعب خارج الملعب الذي أصبح هو الأساس وتركنا الملعب، ولننظر أين ترتيب المنتخب السعودي، أين المواهب الجديدة في كرة القدم السعودية كما كنا سابقاً نصعد لكأس العالم أربع مرات متتالية وأبطال آسيا وبطولات كأس الخليج؟، أين هي اليوم من الأمس على الرغم من أن عقود اللاعبين اليوم تتحدث عن 30 و 40 و 50 مليون لخمسة أعوام فكل ما زاد الصرف المالي تراجعت كرة القدم، هي تنافسية واحتدام يغشنا حقيقة، لأن النهاية يجب أن تكون ظهرت بالمنتخب الوطني، ولكن تركنا كل ذلك والملعب وركزنا على حوارات بيزنطية خارج الملعب ونحن نرى الأثر للأسف وأصبحت تجارة الإعلام يتغذى عليها وهو الكاسب الحقيقي جمهوراً ومادياً والبقية خاسرون للأسف، متى نعود لمشاهدة كرة قدم حقيقية. وتصنيف الاتحاد الآسيوي الجديد وضعنا رابعاً وليس الأول وكنا نصدق أننا أقوى دوري، والحقيقة غير ذلك من أوصلنا خارج الملعب للأسف ولا نمارس كرة قدم. فوضى الاحتراف أبعدت المنتخب السعودي عن البطولات القارية والتأهل إلى كأس العالم