نردد كلمة التنافس الرياضي الشريف وكلمة "أخوان وأحبه" في كل حوار رياضي، سواء كان لاعبا أو إداريا أو مسؤولا، وهذا نسمعه كل يوم من خلال اللقاءات التلفزيونية وقت المباريات، وهذه دعوة مميزة وجميلة وندعو لها، ولكن الواقع في الوسط الرياضي لا يعكس ذلك أبدا. فكم حساب اخترق في وسائل التواصل الاجتماعي للاعب او حكم أو اداري والمحاولات مستمرة كل يوم، وكم صورة مسيئة للاعب او إداري أو مذيع أو غيره يحاول البعض البحث عنها ونشر فضائح كما يتصور، وكم مقال كتب وقيل وإساءه تتم، وكم حوار تلفزيوني يخرج عن الإطار ويقطع الحوار "ونتحول لفاصل ونعود"، أصبح البحث عن الإساءة والتقليل من المنافس هو الهدف الرئيسي، ولن تجد هذا يحدث إلا من خلال تغذية إعلامية مركزة للجمهور "أي جمهور" ويتم تجييش هذا الجمهور، فلم اجد لمرة واحدة رئيس نادٍ يقول استحققنا الخسارة وكان الحكم ممتازاً ولم أجد أيضا لاعبا أو إداريا لديه شجاعة ليقول نتحمل الخسارة لأننا نستحق نادر جدا ويصل لدرجة الاستحالة. الجمهور الرياضي لكرة القدم يتم حقنه يوميا، وببرامج تلفزيونية حتى ان بعض البرامج تركز على المسيء والإساءة" وقد تتقول وتفبرك ولن ادخل في تفاصيل، فماذا تريد من كل ذلك؟ وهذا ليس فيه مهنية إعلامية ابدا لأنها تعتمد على "الكذب" و"التقول" وهذا يرسل للجمهور ويبث ويغذيه متحدث متشنج خسر مباراة أو ضد المنافس الذي يحصد البطولات أو يتصدر؟ يُغذَّى الجمهور "بالكراهية" والحقد والتعصب وعدم تقبل الخسارة بروح رياضية ونزع الروح الرياضية وعدم تقبل الخسارة والمؤامرات وووو وكل ما هو مسيء في الرياضة. الجمهور يشحن بطريقة أن فريقك لا يستحق الخسارة عندها ستكون كل الجماهير محتقنة وأنا خسرت بمؤامرة أو إعلام أو أي شيء إلا أن تكون خسارة مستحقة لأنك كنت لم تؤد جيدا. الإعلام التلفزيوني خصوصا وغيره، هو الأساس الذي شجع ووضع الجمهور بهذا الوضع من باب الإثارة والسبق والأفضلية والأكثر جماهيرية وغيره، والضحية من؟؟ الرياضة السعودية، والجماهير المحتقنة، والإعلام أصبحنا لا نتحدث عن "90 دقيقة داخل الملعب" أصبحنا نتحدث أياما عن مباراة انتهت ونتحدث بكل شيء إلا المباراة وما جرى بها. أصبح جر النقاش والحوار خارج المستطيل، وهذه رياضتنا الان للأسف وتُغذَّى ليل نهار إعلاميا بزخم لا نظير له. واصبح الجميع يستحق الفوز بلا خاسر، وهل هناك رياضة بلا فائز وخاسر؟ بوصلة الرياضية لدينا تتجه خطأ، والآن لننظر الخروج من آسيا للأندية، المنتخب الوطني في أسوأ حالاته، وهذا نتاج متغيرات كثيرة، ولكن الآن الاحتقان الرياضي وصل لمرحلة البحث عن بطولة للنادي أي ناد أن يتم بأي طريقة ووسيلة، مهما حصل، حرب خارج الملعب قبل اللعب، تنافس رياضي غير شريف ولا يمت للروح الرياضية بشيء فلم نصل لمرحلة تقبل الخسارة ولا إصلاح الفريق ولا إعلام ناضج يبحث عن الفضيحة والإساءات ويبحث عن ما خلف الجدران للاعب او الإداري، تنافس شريف معدوم لا يمت للتنافس الرياضي الحقيقي ووصلنا لهذه المرحلة من الاحتقان يغذيه إعلام تلفزيوني خصوصا بهدف التسويق لا غير بغض النظر عن النتائج وما ستأتي به وهي الآن تأتي هذه النتائج وهي الأسوأ. الإعلام هو الأساس الذي زرع الرياضة لدينا لتصبح بيئة طاردة غير ناضجة واستغل جمهور متعطش لكل شيء غير 90 دقيقة بالملعب يجب أن نقر ونعرف حين تخرج الرياضة من المستطيل الأخضر و90 دقيقة فهي طريق ومنهج إفلاس لأي فريق فلن تأتي لك بطولة وإنجاز من خلال خلق ضجة أو صراخ او تراشق إعلامي او غيرها. الرياضة سمو وأخلاق وفروسية وهذا هو الأساس لنتعلم ما يحدث بالرياضة الأوروبية مهما يحصل ينتهي بنهاية 90 دقيقة، نحن نبدأ بعد 90 دقيقة وهذا ما أرجعنا للخلف كثيرا. مبروك هذه الإثارة وهذا الضجيج وهذا الصخب وهذا التسابق لنشر ما لا ينشر فمن الكاسب؟ أنتم يا إعلام والخاسر كلنا.. الرياضة والجمهور وقبلها الوطن.