رحلت جوهرة الحياة ونورها المضيئ واختفت معها أحاسيس الفرح والبهجة والسعادة، لم يختف ألم فراقها فهو سائر منتشر بكل عضو من أعضائي، أصبحت فرحتنا بأي اجتماع عائلي فرحة وقتية ذات نطاق محدود حيث كان الفرح وجودها بيننا ووجود روحها الطاهرة. يقال إن هناك جنة في هذه الدنيا ولعل والدي (أطال الله في عمرهما) أساسها، وكذلك كانت جوهرتي لجميع أفراد الأسرة، كان قلبها أنصع من بياض الثلج، وكانت ابتسامتها أجمل من الألماس، وكانت حكمتها تزن هذه المجرة، أوصلت لي بعد رحيلها أن أصحاب القلوب النقية لا يدومون، وأن الحياة دونهم مؤلمة جداً، وهي حياتنا الحاليّة بعد فراق جوهرتنا الغالية. كنت أحتاج تقبيل يديها الكريمتين وكنت أحتاج تقبيل جبينها الطاهر وكنت أحتاج أطرب مسمعي بصوتها الملائكي، هنا لا أحكي قصة من الخيال لا أبدا إنها جوهرتي -رحمها المولى وطيب ثراها-. جوهرتي الغالية الثمينة اشتد حزن قلبي بعد وفاتك وانهمرت عيناي من بعدك، وكيف لا وأنا أول شخص أخبر بخبر وفاتك وقبل جبينك بعد فراقك وقبل أن يبلغ من حوله بذلك. الاشتياق في روحي لك بازدياد ولكن إيماننا التام بقضاء الله وقدرة هو سلاحنا ومعرفتنا بما كنتي تعانينه في سنواتك الأخيرة يخفف من مصابنا لأننا نعلم مدى ألمك وتعبك. أخذت عهداً على نفسي بأن أبقى أهتف وأردد بالدعاء لك. جوهرتي النائمة في روضة من رياض الجنة -بإذن الله- نعاهدك أبناء وبنات، أحفاداً وحفيدات وأبناءهم وكل من يحبك بأننا لن ننساك، ولن نقف عن الدعاء لك وعمل كل مايجعلك سعيدة وراضية عننا حتى وإن كنتِ بعيدة بالمكان وذلك لأنك تجرين مجرى الدم في عروقنا وصورتك مطبوعة داخل قلوبنا طباعه لا يستطيع كائن من كان إزالتها. جوهرتي وحبيبتي النايمة، أريد أن تعلمي بأن محبتك طغت على الناس بشكل لم يكن يتوقعه أحد، أتعلمين يا غاليتي بأن مسجد الصلاة عليك لم يقف من استقبال المعزين المحبين لك؟ أتعلمين أن منزلك الطاهر كان يعج بالأحباب لدرجة أن كثيرا من المعزين لم يتمكن من تعزية الجميع؟ أتعلمين أنه حتى وبعد انتهاء العزاء كانت الناس تذكرك في كثير من المجالس؟ أتعلمين أن من يعرفك ومن لا يعرفك كان يثني ويسبل بالثناء وهذا ما أنزله الله وسط قلوبهم؟ أتعلمين أتعلمين أتعلمين. غصات الاشتياق هتكت أحشائي وما بداخلي، اشتقت إليك كثيراً يا جوهرتي الجميلة، اشتقت إليك يا حبيبتي، اشتقت إليك يا ملاكي الطاهر، اشتقت إليك يامن كانت تنظر إلي بنظرات الحب.