قال الاتحاد الأوروبي، أمس، إن الهجوم التركي في سوريا يدعم تنظيم «داعش»، ويهدد الأمن الأوروبي. ودعا الاتحاد الأوروبي أنقرة لوقف الهجوم في سوريا، وسحب قواتها، واحترام القانون الدولي. وقال دونالد تاسك، رئيس الاتحاد الأوروبي: «ندين العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا»، مؤكدًا أن «اتفاق إطلاق النار لا يثق به حتى المغفلون». فيما قالت الكتلة الأكبر في البرلمان الأوروبي إنه «يجب أن تتحمل تركيا العواقب الاقتصادية لسلوكها العدائي». جاء ذلك على لسان مانفريديني فوبير، رئيس مجموعة حزب الشعب الأوروبي (أكبر كتلة نيابية) بالبرلمان الأوروبي. ومن جانبه، قال رئيس مجموعة اليسار الأوروبي الموحد: «يجب على أوروبا الاعتراف بحق الأكراد في الحكم الذاتي». وكانت وزيرة الدفاع الألمانية اقترحت، في حديث لوسائل الإعلام الألمانية، وضع المنطقة الآمنة في شمال شرقي سوريا تحت إشراف دولي. تركيا تتوعد الأكراد انتهى أمس، الثلاثاء، اتفاق وقف إطلاق النار شمالي سوريا، بين الجيش التركي والقوات الكردية، والذي وافقت عليه أنقرة بالتفاهم مع الولاياتالمتحدة قبل خمسة أيام، تخللها انتهاكات عدة للاتفاق، لا سيما من الجانب التركي. واتفقت أنقرة وواشنطن، الخميس الماضي، على وقف تركيا للهجوم لمدة 120 ساعة، إلى حين انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية من «المنطقة الآمنة» شمال شرقي سوريا. وخلال أيام الهدنة الماضية، دأبت القوات التركية، والفصائل الموالية لها، على خرق اتفاق وقف إطلاق النار، رغم إعلان قوات سوريا الديمقراطية التزامها به، وانسحابها الكامل من مدينة رأس العين. وذكرت قوات سوريا الديمقراطية أنها انسحبت من رأس العين، وقالت تركيا إنها أصبحت تسيطر على البلدة الأخرى تل أبيض. ولكن على مسافة أبعد إلى الغرب، تنتشر القوات السورية والروسية بالفعل في مدينتي منبج وكوباني الحدوديتين، وكلتاهما تقعان داخل «المنطقة الآمنة» التي حددتها تركيا. والأسبوع الماضي، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه قد يقبل دخول القوات السورية إلى منبج، طالما أُزيحت وحدات حماية الشعب الكردية منها، حيث تمثل الوحدات القوة القتالية الرئيسة في قوات سوريا الديمقراطية وتعتبرها أنقرة جماعة إرهابية. تهديد ووعيد وحذر أردوغان من أن تركيا «ستسحق رؤوس» المسلحين الأكراد إذا لم ينسحبوا إلى خارج المنطقة العازلة التي اتفقت أنقرة وواشنطن على إقامتها على طول الحدود مع سوريا. وقال أردوغان: «إذا لم يتم الانسحاب بحلول مساء الثلاثاء، فسنستأنف (القتال) من حيث توقفنا وسنواصل سحق رؤوس الإرهابيين». من جانبها، اتهمت منظمة العفو الدولية، القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها بارتكاب «جرائم حرب» في هجومها ضد المقاتلين الأكراد شمال شرقي سوريا. وذكرت المنظمة في تقرير، أن «القوات التركية وتحالف المجموعات المسلحة المدعومة من قبلها أظهرت تجاهلاً مخزيًا لحياة المدنيين، عبر انتهاكات جدية، وجرائم حرب بينها عمليات قتل بإجراءات موجزة وهجمات أسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين». انتهاكات الهدنة وخلال أيام الهدنة، استهدفت طائرة مسيرة تركية سيارة تقل 4 مقاتلين من قوات قسد في قرية الدبس، التي تقع على بعد 3 كيلومترات من بلدة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص. كما قصفت الفصائل الموالية لأنقرة، منطقة أبو رأسين بريف مدينة رأس العين الشرقي، حيث دخلت تعزيزات عسكرية للفصائل عبر الأراضي التركية إلى قريتي الشكرية وجان تمر الواقعتين عند الحدود شرق مدينة رأس العين، وفقًا لصحيفة «أحوال» التركية. وقامت الفصائل الموالية لتركيا أيضًا بالتوغل داخل قرية أم عشبة ونصب تحصيناتها هناك، تزامنًا مع تجهيزات ل»قسد» بغية صد الهجمات. وتتواصل حركة نزوح المدنيين من مناطقهم في تل أبيض ورأس العين والدرباسية وعين العرب وعين عيسى ومناطق أخرى شرق الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا، حيث وصلت الأرقام إلى 300 ألف مدني.