في اليوم الثالث للعدوان التركي، خاضت قوات سورية الديموقراطية «قسد» أمس (الجمعة) اشتباكات عنيفة ضد القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في شمال شرقي سورية. واستمرت حركة نزوح المدنيين بعدما أحصت الأممالمتحدة فرار نحو 70 ألف مدني باتجاه مناطق آمنة. وكلّف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب دبلوماسيّين أمريكيّين ليلاً بالتوسّط في «وقف لإطلاق النار» بين أنقرة والأكراد. وقال مصدر في «قسد» من داخل بلدة رأس العين الحدودية «تحاول القوات التركية الهجوم من محاور عدّة لكسر خطوط دفاعنا لكن قواتنا تتصدى لهم». وتحدث شهود عيان عن دخول مجموعات من فصائل سورية موالية لأنقرة إلى أطراف رأس العين من الجهة التركية أمس. وقالوا إن سحباً من الدخان تصاعدت من البلدة بينما يمكن سماع أصوات رشقات وقصف مدفعي تزامناً مع تحليق الطيران. وغداة سيطرة الجيش التركي على 11 قرية حدودية، تمكنت «قسد» من استعادة السيطرة على قريتين ليلاً. وأعلنت أنقرة أمس مقتل أول جندي تركي وإصابة 3 آخرين خلال المواجهات، غداة مقتل 7 مدنيين بقذائف أطلقها المقاتلون الأكراد على مناطق تركية حدودية. وبحسب المرصد، قتل 10 مدنيين في شمال شرقي سورية و29 عنصراً من قوات سورية الديموقراطية. وأخفق مجلس الأمن الدولي الليلة قبل الماضية في الاتفاق على بيان يدين العدوان التركي، وأفادت مصادر دبلوماسية أن الاجتماع شهد خلافات في مواقف الدول لم تسمح بإصدار البيان. وكشفت أن الخلاف تمحور حول عبارة «الإدانة للعملية العسكرية»، وأن واشنطن وموسكو عارضتا البيان. وأعربت منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها حول مصير المدنيين، وقال مدير الطوارئ في سورية روبرت أونس أمس، إنّ التصعيد «سيفاقم من الصدمات التي تكبّدها السوريون خلال أعوام من الحرب والعيش في ظروف محفوفة بالمخاطر»، متوقعاً أن يسبّب «ضغوطاً إضافية على المستشفيات محدودة الموارد». وأعلنت السلطات التي يقودها الأكراد أمس، أنه سيجري إخلاء مخيم يؤوي ما يتجاوز 7 آلاف من النازحين بينما تجرى محادثات بشأن نقل مخيم آخر يضم 13 ألف شخص بينهم عائلات مقاتلي «داعش» بعد تعرض المخيمين للقصف. وقالت الإدارة الذاتية للأكراد إن النازحين في مخيمي المبروكة وعين عيسى لم يكونوا في منأى عن مخاطر العدوان التركي.