فيما أكّد الرئيس التركي رجب إردوغان أمس أن التهديدات الغربية بفرض عقوبات على أنقرة وحظر تصدير الأسلحة إليها لن تدفعها لوقف عمليتها العسكرية ضد المقاتلين الأكراد في سورية، كشفت المعلومات أن الرئيس التركي يستخدم نفس أسلوب نظام الملالي الإيراني في الحرب بالوكالة، حيث انتشرت أذرع تركيا في شمال شرق سورية، ومن ضمنها تنظيم «داعش» الإرهابي، وفرت عائلات تابعة لمقاتلي التنظيم من مخيم للنازحين في شمال سورية يقع بالقرب من الأماكن، التي تدور فيها المعارك بين القوات الكردية والقوات التركية، حسبما أفادت الإدارة الذاتية الكردية، وذكر بيان أصدرته الإدارة الذاتية الكردية «أصبحت الهجمة العسكرية الهمجية، التي تقوم بها تركيا ومرتزقتها قريبة من مخيم عين عيسى، الذي يضم الآلاف من (أفراد) عائلات التنظيم»، وأضاف «تمكن بعضهم من الفرار فعليا»، في غضون ذلك، يبدو أن العمل ممنهج بشكل كبير بين القوات التركية والميليشيا المسلحة في سورية إذ سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها على مدينة تل أبيض الحدودية، في اليوم الخامس من هجومها المستمر ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأعلنت كل من فرنساوألمانيا السبت قرارهما تعليق تصدير الأسلحة إلى تركيا على خلفية العملية، التي أطلقتها ضد وحدات حماية الشعب الكردية في سورية. ردود فعل غاضبة حضّت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس التركي على وقف العملية، التي تنفّذها بلاده في شمال سورية فورا، محذرة من أنها قد تزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، وتتسبب بعودة تنظيم داعش. وفي اتصال مع إردوغان، طالبت ميركل «بوقف فوري للعملية العسكرية»، وفق بيان صدر عن مكتب المستشارة. من جانبها، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية أن بلادها «قلقة» لفرار 800 شخص من أفراد عائلات عناصر في تنظيم داعش الإرهابي من مخيم للنازحين، داعية أنقرة مرة جديدة إلى إنهاء تدخلها العسكري في سورية «بأسرع ما يمكن». من جانبها، أعلنت الأممالمتحدة أن هجوم تركيا الدامي على مواقع الأكراد في شمال شرق سورية أجبر 130 ألف شخص على الفرار من منازلهم، مشيرة إلى أنها تتوقع بأن يرتفع هذا العدد أكثر من ثلاث مرّات، وحذّرت الأممالمتحدة من تأثير أي تصعيد إضافي في العملية التركية أو التحولات المفاجئة في الجهات المسيطرة على الأرض. قتل المدنيين والأطفال قتل 14 مدنيا أمس في قصف مدفعي وإطلاق نار شنتهما القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في اليوم الخامس للهجوم ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «قتل تسعة مدنيين، بينهم طفل، في قصف مدفعي تركي قرب بلدة رأس العين (شمال الحسكة) وشمال بلدة عين عيسى (شمال الرقة)». وأضاف أن «مقاتلين موالين لأنقرة استهدفوا برشاشاتهم سيارة جنوب مدينة تل أبيض (شمال الرقة)، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين». انتهاك حرمة الموت نشر مسلحون سوريون موالون لتركيا فيديو لمقتل الأمينة العامة لحزب سورية المستقبل المهندسة الكردية هفرين خلف (36 عاما)، وهم يتباهون فيه بمقتلها ويصفونها بألفاظ خادشة للحياء، ولم يكن نشر فيديو إعدام المسؤولة الكردية البارزة هو الأول من نوعه منذ بدء الهجوم التركي بمساعدة فصائل سورية الأربعاء الماضي، بل سبقه نشر فيديوهات أخرى لإعدام تسعة مدنيين خلال ثلاثة حوادث متفرقة في جنوب مدينة تل أبيض. مظاهرات ضد نظام إردوغان تظاهر آلاف الاشخاص الى جانب شخصيات سياسية فرنسية من اليسار في عدة مدن في فرنسا دعما للأكراد، وتنديدا بالهجوم التركي على مواقعهم في شمال سورية، فيما نظمت تجمعات أخرى أيضا في أوروبا، وتجمع آلاف الأشخاص بعد الظهر بدعوة من المجلس الديموقراطي الكردي في فرنسا في ساحة الجمهورية، ثم بدأوا بالتوجه نحو ساحة شاتليه في قلب باريس، وقدر المنظمون عدد المتظاهرين «بأكثر من 20 ألف شخص»، ونظمت تظاهرات أيضا في عدة مدن فرنسية بعد ظهر السبت. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «إردوغان القائد الفعلي لداعش» أو «تركيا تجتاح روج آفا، وأوروبا تتأمل»، في إشارة إلى مناطق الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سورية، وقدرت الشرطة في العاصمة الفرنسية عدد المتظاهرين المشاركين بأربعة آلاف شخص، وردد المتظاهرون هتافات «إردوغان، إرهابي» و»روج آفا، مقاومة». وأدت المعارك إلى مقتل أكثر من 150 شخصا بينهم حوالى 50 مدنيا، وتسببت بنزوح 130 ألف شخص من منازلهم، وأثارت العملية التركية تنديدا دوليا، وتريد تركيا من هذه العملية السيطرة على أجزاء من شمال سورية وإنشاء «منطقة آمنة» تحت سيطرتها، تفصل حدودها عن وحدات حماية الشعب الكردية التي تصفها ب»الإرهابية» باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني، ويمكنها أن تنقل إليها قسما كبيرا من 3.6 ملايين سوري يقيمون على أراضيها. ردود فعل دولية غاضبة ألمانيا: تطالب إردوغان بوقف العملية العسكرية فورا فرنسا: تطالب بإنهاء التدخل التركي في سورية الأممالمتحدة: هجوم تركيا الدامي سيدفع لنزوح 400 ألف شخص فرنسا: مظاهرات عارمة ضد تركيا أميركا: مظاهرة أمام البيت الأبيض تندد بإردوغان والموقف الأميركي