كثفت تركيا ضرباتها الجوية وقصف المدفعية على مقاتلين أكراد في شمال شرق سورية في تصعيد لهجوم ينذر بكارثة إنسانية جديدة. ويقول الأكراد، الذين انتزعوا السيطرة على مساحات شاسعة من تنظيم داعش الإرهابي، أن الهجوم التركي قد يسمح للتنظيم المتطرف بالعودة للظهور مجدداً. وفي أول هجوم كبير منذ بدء العملية العسكرية التركية، أعلن تنظيم داعش الجمعة مسؤوليته عن هجوم بسيارة ملغومة في القامشلي، على الرغم من تعرضها لقصف تركي مكثف. وفر على الفور خمسة دواعش من السجن، كما أحرقت داعشيات عدداً من الخيام وهاجمن الحراس بالعصي والحجارة في مخيم يُحتجزن فيه. قتال على طول الحدود قصفت طائرات حربية ومدفعية تركية، مناطق حول مدينة رأس العين السورية. وعلى بعد نحو 120 كيلومتر غرباً قال شاهد إن تركيا استأنفت القصف قرب مدينة تل أبيض. واندلعت اشتباكات على طول الحدود من عين ديوار على الحدود العراقية حتى عين العرب. وقال مروان قامشلو المتحدث باسم قوات سورية الديمقراطية (قسد): «القتال يدور على طول الحدود». وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: «القوات التركية استولت على تسع قرى قرب رأس العين وتل أبيض». وتخوض قسد، معارك عنيفة للحد من تقدم القوات التركية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر ميدانية. وتسعى القوات التركية إلى تطويق وعزل بلدة رأس العين ومدينة تل أبيض الحدوديتين. وقال مصدر من قوات سورية الديموقراطية لوكالة الأنباء الفرنسية: «تصدت قواتنا لهجوم تركي من ثلاث محاور مع إسناد جوي ومدفعي عنيف على مواقعنا»، مشيراً إلى اشتباكات على جهات عدة في محيط البلدة. وذكر المرصد السوري أن ما لا يقل عن 54 من مقاتلي قسد و42 من مقاتلي المعارضة السورية المدعومة من تركيا قتلوا خلال الاشتباكات إضافة إلى مقتل 20 مدنياً. وقالت تركيا إن اثنين من جنودها قتلا. كما أعلنت السلطات التركية مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين. من ناحيتها، نفت قسد ما أعلنته وزارة الدفاع التركية بأن قواتها سيطرت على بلدة رأس العين الحدودية. وفي ذات السياق، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجمعة أن قوات أميركية بالقرب من مدينة كوباني السورية تعرضت لإطلاق نار من جانب المدفعية التركية. وأوضح البنتاغون أن كل القوات الأميركية بخير ولا توجد أي إصابات بين صفوفهم، لكنه أكد أن الحادث وقع في منطقة يعرف الأتراك أن بها قوات أميركية. وذكرت وكالة أنباء بلومبرغ أن وزارة الدفاع الأميركية أضافت في البيان أن الانفجار وقع على مسافة قريبة خارج منطقة الآلية الأمنية. وفي ألمانيا اندلعت مظاهرات للتنديد بالعملية العسكرية التركية شمالي سورية. وأعلنت منظمات كردية أنه سيتم تنظيم مظاهرات في عدة مدن أخرى.