يصادف أول أكتوبر الذكرى السبعين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وأتشرف بالتعبير عن خالص الشكر لجميع الأصدقاء السعوديين المؤيدين والمهتمين بتنمية الصين والمساهمين في الصداقة والتعاون بين الصين والمملكة. الوقت يطير، فإن سبعين عاما كأنه لحظة في تاريخ الانسان الطويل، وبرهة في تاريخ تنمية الأمة الصينية، إلا أنه غير مصير الأمة الصينية والشعب الصيني بشكل عميق، حيث كانت الصين فقيرة وضعيفة والآن تغير الوضع بشكل تاريخي هائل، وخلق الشعب الصيني الشجاع والذكي معجزة لا مثيل لها عبر التاريخ على الأرض المترامية الأطراف مساحتها 9.6 ملايين كيلومتر مربع. إنها سبعون عاما قفزت فيها الصين الجديدة وأصبحت قوة اقتصادية وشاملة. زاد اجمالي حجم الاقتصاد للصين الجديدة من 8.4 مليارات دولار في بداية تأسيسها إلى أكثر من 12تريليون دولار في عام 2018، واحتلت المكانة الاقتصادية الثانية عالمياً، فأصبحت الدولة الأكبر من حيث الصناعة وتجارة السلع واحتياطي العملات الصعبة. وتلعب الآن دورا مهما في تعزيز نمو الاقتصاد العالمي. إنها سبعون عاما فيها يرتقي مستوى المعيشة للشعب الصيني بشكل جوهري، حيث قطعت معيشة الشعب الصيني شوطا تاريخيا. ففي عام 2018، تم القضاء على الفقر لأكثر من 700 مليون مواطن صيني منذ تأسيس الصين الجديدة، وانخفضت نسبة الفقر إلى %1.7فزاد حجم الناتج المحلي الاجمالي للفرد الواحد من 16 دولارا إلى حوالي 9000 دولار، وستتم الصين بناء المجتمع الميسور في السنة القادمة. إنها سبعون عاما فيها تساهم الصين الجديدة على جلب سلام للعالم لم يكن له مثيلا من قبل. تتمسك الصين بمبدأ السياسة الدبلوماسية المتمثلة في التنمية السلمية والتعاون والفوز المشترك، فتجرى الدبلوماسية الثنائية والمتعددة الأطراف بشكل موسع، وتبنى العلاقات الودية مع جميع دول العالم، وتلعب دورا أهم في الشؤون الدولية. تسعى الصين إلى بناء علاقات دولية جديدة، وتحسين نظام إدارة العالم، وتعزيز التعاون الدولي للحزام والطريق، وبناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، فتساهم لحماية تنمية العالم السلمية للذكاء الصيني والحل الصيني. تعتبر المملكة دولة عربية واسلامية كبيرة، واقتصادية ناشئة مهمة، والعضو العربي الوحيد ضمن مجموعة العشرين. تحقق المملكة الآن انجازات جديدة مستمرة من حيث تعزيز التحويل الاقتصادي الشامل والاصلاحات والتنمية في كافة المجالات، وذلك بفضل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وذلك على ضوء رؤية 2030 التي تتخذه منهجاً رئيسياً. ولدينا ثقة بآقاق التنمية للمملكة. الأصدقاء الأعزاء، يقول العرب إن الصداقة شجرة جذورها الوفاء وأغصانها الود وثمارها الاتصال. فدخلت الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والمملكة المسار السريع خلال السنوات الأخيرة برعاية وإرشاد فخامة الرئيس شي جينبينغ وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ترتبط مبادرة الحزام والطريق برؤية 2030 بشكل عميق، ونتائج التعاون العملي مثمر، والتبادل الانساني رائع، وتعتبر المملكة أكبر شريك تجاري في غرب آسيا وشمال افريقيا للسنوات الماضية ومصدر النفط الثاني الأكبر للصين. سنرحب بالذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمملكة في السنة القادمة. وأنا على يقين بأن العلاقات الصينية السعودية التي مرت ب30 عاما بنيت على أساس متين وبعيد الآفاق، وقد خدمت وستخدم المصالح المشتركة للبلدين، وتعزز تنمية البلدين أكثر، وتساهم في العالم ليصح أكثر ايجابيا من بداية جديدة. نستعد لتطبيق الإجماع المهم بين قيادة البلدين، لتتألق الصداقة الصينية السعودية أكثر في العصر الجديد. سفير جمهورية الصين الشعبية في الرياض