عبَّر السفير الصيني لدى المملكة السيد يانغ هونغ لين عن أطيب تمنياته لقيادة وشعب المملكة وتهانيه بمناسبة عيد الفطر المبارك، في حين عبَّر عن تهنته للجالية الصينية في المملكة بمناسبة اليوم الوطني للصين الذي يصادف اليوم الأول من أكتوبر. وعبَّر السفير الصيني عن تهانيه الحارة للمسلمين بعيد الفطر المبارك وللشعب الصيني بمناسبة اليوم الوطني الذي يصادف هذا اليوم الذكرى 59لتأسيس جمهورية الصين. وأعرب السفير يانغ هونغ لين باسمه شخصياً ونيابة عن جميع أعضاء سفارة الصين لدى المملكة عن التهاني الحارة والتمنيات الطيبة إلى المواطنين الصينيين الذين يدرسون ويعملون في المملكة والجالية الصينية التي تعيش في المملكة، وإلى الشعب السعودي الصديق. وقال إن عام 2008م يكتسي بالأهمية الخاصة للصين، إذ قبل 30عاماً، بدأ الشعب الصيني المشوار التاريخي للإصلاح والانفتاح تحت قيادة السيد دينغ شياو بينغ، ومنذ 30عاماً مضت، شهدت القوة الاقتصادية الصينية وقوة الوطن المتكاملة ومعيشة الشعب الصيني طفرة كبيرة، وطرأت التغيرات التاريخية على الملامح الاجتماعية الصينية. وأصبح الاقتصاد الصيني جزءاً حيوياً من الاقتصاد العالمي، حيث ارتفعت نسبة إجمالية الإنتاج الوطني للصين في العالم من 1% عام 1978م إلى ما فوق 5% عام 2007م، وارتفعت نسبة حجم الصادرات والواردات من أقل من 1% إلى 8%. وقدم نمو الصين سوقاً واسعة للاستثمارات الدولية حيث استخدمت الصين بالفعل أكثر من 780مليار دولار أمريكي بشكل متراكم من الاستثمارات الأجنبية منذ عام 1978م، وبلغت الزيادة السنوية للاستيراد الصيني 16.7% وأصبحت الصين ثالث أكبر أسواق الاستيراد عالمياً وأكبرها آسيوياً، وتتجاوز قيمة الاستيراد السنوي للصين 560مليار دولار أمريكي، الأمر الذي خلق حوالي 10ملايين فرصة عمل للدول والمناطق المختلفة. وقد أصبحت الصين عضواً حيوياً في المنظومة الدولية، وحتى الآن، شاركت الصين في أكثر من 100منظمة حكومية دولية ووقعت على أكثر من 300معاهدة دولية، وشاركت في 22عملية لحفظ السلام للأمم المتحدة حيث أوفدت الصين أكبر عدد من أفراد حفظ السلام من بين الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن للأمم المتحدة، فساهمت الصين مساهمة حيوية للسلم والاستقرار العالميين. وإن نجاح أولمبياد بكين وأولمبياد المعوقين عام 2008م دليلٌ قاطع على أن طريق تنمية الصين سليم وإن إنجازات التنمية الصينية مشهودة لدى الجميع. إن الصين ستواصل بكل ثبات السير على طريق التنمية السلمية وستواصل بكل ثبات انتهاج استراتيجية الانفتاح المتميزة بالمنفعة والمصلحة المتبادلة وستواصل بكل ثبات دفع بناء عالم متناغم ومنعم بالسلم الدائم والرفاهية المشتركة. وفي السنوات الأخيرة، وتحت القيادة الحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، شهدت المملكة العربية السعودية خطوات متسارعة في مسيرة بناء الوطن وارتفع مستوى معيشة الشعب بشكل ملحوظ ودخلت المملكة مرحلة الازدهار الاقتصادي الجديدة. وإن المملكة باعتبارها دولة هامة ذات الثقل في منطقة الخليج وأكبر دولة مصدرة للنفط، تلعب دوراً مهماً في حفظ السلام والاستقرار الإقليميين ودفع تنمية الاقتصاد الإقليمي وتدعيم تضامن الدول العربية وتفعيل الحوار العالمي بين الأديان والحضارات وضمان استقرار امداد الطاقة في العالم، الأمر الذي يكون في محل التقدير العالي والإعجاب العميق من قبل الجانب الصيني. شهدت العلاقات بين الصين والمملكة تطوراً سريعاً منذ 8سنوات مضت بعد إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وخاصة أن الزيارتين المتبادلتين بين فخامة الرئيس الصيني هو جينتاو وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عام 2006م، وزيارة نائب الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى المملكة يونيو الماضي أعطت دفعاً قوياً للتعاون الودي بين البلدين في كافة المجالات وأتت بهذه العلاقات إلى المرحلة الجديدة، فتتعمق الثقة السياسية بين الصين والمملكة باستمرار وتتكثف الزيارات الرفيعة المستوى المتبادلة ويرتفع مستوى التعاون ذي المنفعة المتبادلة في مجالات التجارة والاقتصاد والطاقة باستمرار، حيث أصبحت المملكة أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وأفريقيا للسنوات ال 7المتتالية، كما يحقق التعاون بين الجانبين في مجالات الثقافة والتعليم والدين وغيرها من المجالات تقدماً كبيراً، فقد صارا بلدين صديقين موثوق بهما وشريكين مخلصين في التعاون. والجدير بالذكر، هناك حدثان خلال هذا العام ساهما في زيادة تعزيز الصداقة بين الشعبين الصيني والسعودي، الأول هو تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بكمية كبيرة من الأموال والمواد إلى المنطقة المنكوبة بعد الزلزال الكارثي الواقع في مقاطعة سي تشوان الصينية، الأمر الذي جسد بكل وضوح مشاعر الصداقة العميقة التي يكنها الشعب السعودي تجاه الشعب الصيني، وترك تأثيراً عميقاً في نفوس الشعب الصيني عامة وأهل المنطقة المنكوبة خاصة، حيث يعتبر الشعب الصيني الشعب السعودي صديقاً حقيقياً في وقت الشدة. والثاني هو مشاركة المملكة في أولمبياد بكين وأولمبياد المعوقين التي تعتبر جزءاً مهماً لا غنى عنها في إنجاح الأولمبيادين، وأن أولمبياد بكين زاد معرفة الصين عن المملكة وزاد معرفة المملكة عن الصين أيضاً. واختتم السفير الصيني حديثه بالقول: إن زيادة توسيع وتعميق التعاون ذي المنفعة والمصلحة المتبادلة بين الصين والمملكة في كافة المجالات هو ما توصلت إليه قيادتا البلدين من الاتفاق الذي سيعود بمزيد من الخير إلى شعبي البلدين. ونأمل أن نعمل مع الجانب السعودي سوياً لزيادة تنشيط تبادل الأفراد على مختلف المستويات والمجالات بهدف تعزيز التعارف بين الجانبين باستمرار، وزيادة تفعيل مزايا التكامل الاقتصادي بين البلدين لتدعيم التعاون ذي المنفعة المتبادلة، وتعزيز وتنشيط التبادل والتعاون في المجالات الثقافية والتعليمية والرياضية والمجالات الأخرى لدفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى جديد باستمرار.