لا يمثل ال23 من سبتمبر من كل عام ميلادي يوماً عادياً بالنسبة للسعوديين، فهو اليوم الذي يذكرهم بالقيمة العظمى لوطنهم الكبير ويجددون فيه علاقتهم وولاءهم لأرضهم وقيادتهم، تلك الأرض التي تمسكوا بها وظلت عصية على غير أهلها، وتلك القيادة التي لطالما كانت الحضن الدافئ والملاذ والحصن المنيع لهذا الشعب متمسكة بعقيدتها الإسلامية الوسطية. إن الاحتفال بالوطن يكون طوال العام، لكن لهذا اليوم مكانة خاصة ذلك أن السعوديين يتذكرون بفخر كيف توحدت هذه الأرض بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ويرسلون رسالة لكل العالم مفادها أن لهذا الوطن العظيم وقيادته الحكيمة مكانة عظيمة بين أبنائه تلك المكانة التي ترتفع يوماً بعد الآخر حتى أصبحت مضرب مثل لكل شعوب العالم. ولأن الشباب يشكلون الغالبية من مكونات هذا الشعب فإنه حري بنا أن نتذكر ونحن نحتفل باليوم الوطني ال89 للمملكة العربية السعودية الدور العظيم الذي تلعبه القيادة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- في دعم المجال الرياضي وتمكين الشباب في كل المجالات. تعيش المملكة أزهى عصورها في ظل هذه القيادة المؤمنة بالشباب وقدرة الشباب على نقل الوطن والارتقاء به لمكانته اللائقة به، لذا كان تصدي أمير الشباب وقائدهم الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للملفات المتعلقة بدعم الرياضة والشباب علامة فارقة في تاريخ الرياضة السعودية من خلال الدعم اللامحدود لكل القطاعات الرياضية من اتحادات ومنتخبات وأندية، وتذليل كل العقبات سواء كانت مالية أو إدارية أو حتى لوجستية من خلال الدعم الكبير والثقة التي منحها سموه لهيئة الرياضة بقيادة الرياضي الشاب الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل. تعزيز لمنتج كرة القدم.. دعم للألعاب المختلفة واستضافة أحداث عالمية وتشجيع على الرياضة لا ينسى الرياضيون تلك الوقفة التاريخية غير المسبوقة التي سجلها «قائد شباب الوطن» سمو الأمير محمد بن سلمان حين تكفل بسداد مديونيات الأندية السعودية كافة داخلياً وخارجياً وتقديم دعم مالي كبير وغير مسبوق لكل أندية الوطن في الموسم الماضي الذي كان بداية لمرحلة تنتقل بها الكرة السعودية إلى العالمية من خلال الرياضة الأكثر شعبية في العالم ونقصد هنا كرة القدم، التي يطمح سموه إلى تحويلها لمنتج يسهم بتعزيز مفهوم صناعة الرياضة والمساهمة في الناتج المحلي واقتصاد الوطن من خلال توليد الوظائف وتعزيز الحراك بهذا المجال لينعكس على صورة المملكة وتقوية صورتها الناعمة، علاوة على كون الرياضة أحد أدوات ترفيه الشعوب. لذا فقد كان أقل ما يمكن تقديمه من قبل القائمين على رياضة الوطن تسمية الدوري السعودي للمحترفين بمسمى «كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين» عرفاناً بالدور الكبير الذي لعبه ملهم الشباب في نقل منتج كرة القدم السعودية إلى مرحلة مختلفة ومتقدمة جداً من حيث الاحترافية وتعزيز كل جوانب إقامة المباريات ونجاح المنافسات، بدءاً بدعم الأندية لاستقطاب أبرز الأسماء الأجنبية على صعيد اللاعبين وحتى المدربين، مروراً باستقطاب أسماء عالمية في التحكيم الأوروبي، وتعزيز بيئة الملاعب من خلال تقديم الدعم للأندية التي تنجح في صناعة بيئة جاذبة للمشجعين من الفئات كافة. ولأن مفهوم الرياضة أشمل من كرة القدم، فقد حظيت كل الألعاب بدعم من قبل سموه وترجمت ذلك هيئة الرياضة من خلال مبادراتها لتحفيز الأندية لتنشيط الألعاب المختلفة، وهو الاستثمار الذي سيُفضي إلى بروز مواهب سعودية في الألعاب الفردية وفرق في الألعاب الجماعية وهذا ينعكس على منتخبات الألعاب المختلفة، وهو نوع من الاستثمار في الإنسان، ذلك الاستثمار الذي لا يخسر أبداً. وبالنظر إلى قدرات المملكة وامتلاكها البنية التحتية والقدرات التنظيمية على مستوى الكوادر والكفاءات الوطنية،فقد كان للمملكة في العامين الأخيرين حضور استثنائي من خلال استضافة العديد من المناسبات والأحداث الرياضية وبمختلف الألعاب في السيارات والمصارعة وغيرها من الألعاب، وآخرها إقامة بطولة كأس العالم للأندية لكرة اليد «سوبر غلوب». ولأن «رؤية السعودية 2030» تُعنى بالإنسان السعودي قبل كل شيء، فقد كانت برامج تعزيز جودة الحياة في المملكة تشمل الكثير من الأمور المتعلقة بالشباب، أهمها رفع مستوى الوعي بالرياضة عبر تعزيز ممارسة الرياضة ورفع معدلات ممارسة النشاط الرياضي ما ينعكس على صحة الإنسان غير الرياضي وانتاجيته ومساهمة ذلك المباشرة وغير المباشرة بتعزيز الصحة العامة للمواطنين السعوديين وانعكاسها من النواحي الاجتماعية والصحية وحتى الاقتصادية.