يعتمد معظم رؤساء الأندية السعودية بشهادة التاريخ في بعض تصاريحهم الإعلامية على أسلوب الخروج عن المألوف لتحقيق أهداف متعددة وإحداث الضجة والصخب، وضمان انتشارها بشكل واسع، وحينها كان الحكم يطلق صافرة نهاية المباراة لتبدأ مواجهة من نوع آخر بطلها ونجمها الأول والأوحد رئيس أحد الأندية. خلال العقود الماضية كانت تلك التصريحات التي شهدتها ملاعبنا والتي لاحصر لها، رغم حدتها وتأثيرها وتداولها الواسع بين الجماهير الرياضية، ووسائل الإعلام، وبقائها عالقة في أذهان محبي كرة القدم السعودية، إلا أنها كانت في حدود « اللباقة» والذوق العام، ولا تتجاوز مطالبات رؤساء الأندية بحقوق أنديتهم، وإن تم القفز على بعض المتعارف عليه، ولكن لم تكن تلك التصريحات تتضمن بعض المفردات المقززة، ولم نعرف عنها إطلاقاً الكلمات المسيئة والطرح المتدني لكسب جماهيرية مدرج متعصب أو انتصارات شخصية، وإنما كانت الإثارة في إطارها الطبيعي و بمفهومها الحقيقي المنسجم مع احتدام المنافسات الرياضية وسعي كل الأندية لتحقيق المنجزات، وكان التفاعل مع ذلك الطرح في مجمله إيجابيا ومحفزا لمنظومة العمل ومتناغما مع فعالية المنافسات وقوتها، وذلك يعود لأن جُل رؤساء الأندية آنذاك رياضيون حقيقيون يديرون أنديتهم بحنكة وخبرة ويستعينون بمن يرشدهم إلى الرأي السديد في أمور شتى، منها كيفية الظهور الإعلامي وتوقيته، وحتى حينما يقرر الظهور إعلاميًا يتحدث بطريقة تليق به وبناديه ويرفض أن ينزلق إلى مواضع يخجل بعض المشجعين أن يصل إليها! ذكرت كل ذلك لأن بعض ماحدث من الرؤساء الثلاثة لأندية النصر والشباب والهلال نهاية الأسبوع الماضي كان مؤسفا بكل ماتعنيه الكلمة، ولا يمت للإثارة المعهودة نهائياً والتي عرفناها في زمن الطيبين! كان حريا بهم الارتقاء بالطرح، وقيادة مدرجاتهم بشكل إيجابي، وكان من الواجب تمثيل أنديتهم بصورة مثالية ترتقي بهم إلى مكانة القدوة حتى في مماحكاتهم ومناكفاتهم، ولن أزيد لأن ما تضمنه بعض الطرح من الرؤساء لا يستوعبه العقل ولا يقبله العقلاء!