عندما ترافق خالد الفيصل وتعرفه عن قرب يتجلى لديك مفهوم المواطنة الحقيقية من رجل دولة يعد أقدم موظف في الدولة بعد خادم الحرمين الشريفين مستمر العطاء فيه صفات القائد المحنك المتجدد الذي يتصف بالنبل والأخلاق الحريص على سمعة وطنه. تعرف معه قيمة الوقت فهو دقيق في مواعيده فيه من الهمة التي من خلالها يشجع من حوله لتكون بلاده بالمقدمة ويكون المواطن السعودي أفضل من غيره وتجتمع فيه كل الصفات النبيلة التي لا تكون مجتمعة في سواه. عندما تثني على جهوده لا ينسب له شيء بل يقدم فيه الملك وولي عهده ومن يعملون معه ويمنع أن يثنى عليه في مجالسه ويقاطع المتحدث بالثناء وعندما لقب بأمير الحج رفض هذا اللقب رفضاً قاطعاً وقال كيف يكون سيدي الملك خادم الحرمين وأنا أمير الحج بل أنا خادم وهو الشرف الذي لم يعطَ لغير المواطن السعودي. يشعر من حوله أنهم الأفضل ويتحدث معهم وكأنهم الأقدر والأبرز منه فيما يقدمون. رجل متصالح مع نفسه فيما يخصها ولذلك تصالح مع الجميع. لم أرَ الأمير إلا متوضىئاً حريصاً على صلاته ووقتها وسننها مدركاً أن من أضاع وقت صلاته فقد ضاعت حياته.. لا يتحدث عن أحد بسوء، جميل في صمته وحديثه إذا تحدث.. يفرح بإنجاز أبناء وبنات الوطن وكأنه هو من قدم تلك الإنجازات.. مبادر بأفكاره ويتبناها ولا يتكدر عندما تنسب لغيره الأهم عنده تنفيذها. للأمير مجالس قد لا يعرف عنها الكثير هذه المجالس مفتوحة للجميع دون استثناء للأمراء وللأدباء والمثقفين وللعلماء وللطلاب ولرجال الأعمال وللأعيان يناقش فيها همومهم والحلول فيما يخص كل فئة، وهذه المجالس لها أكثر من خمسين سنة لا يخرج منها روادها إلا بفائدة، ويكفي فيها إدارة الأمير فيها للحوار يسمع فيها أكثر مما يتحدث، وينصت إنصات من يتعلم، وخرّجت هذه المجالس (مجالس خالد الفيصل) ما لم تخرجه الجامعات، يكفي أن تتعلم فيها أدب الحوار والحديث والإنصات. الحج وإدارته: كان الحج قبل أن يأتي الفيصل للمنطقة كل فريق ووزارة تعمل مستقلة، ويوجد من التعارض في العمل وعدم الإنجاز ما يكدر الصفو بين الأجهزة الحكومية، حتى أنعم الله على المنطقة بخالد الفيصل، فتحول ذلك الشتات إلى اجتماع وأصبحوا فريقاً واحداً متعاونين ينسبون النجاح لهم جميعاً، لله در خالد الفيصل ورحم الله الملك فيصل الذي أحسن تربيته وصنع منه قائداً يحتذى به وقدوة لكل مواطن ومسؤول سعودي وعربي. وأخيراً أختم بقوله: «ارفع رأسك أنت سعودي».