بطريقة غير مسبوقة أضافت إحصائية شركة البترول البريطانية سوائل الغاز إلى احتياطي البترول الخام في أرامكو، فأصبح الاحتياطي 297.7 مليار برميل للعام 2019، بينما - على حد معلوماتي - لم تعلق أرامكو على التقدير الجديد. في نفس الإحصائية تقول شركة البترول البريطانية: إن احتياطي أرامكو يكفي لمدة 66.4 سنة وفق معدل الإنتاج للعام 2018 الذي يبلغ 12.28 مليون برميل في اليوم. لا يوجد سبب واضح يبرر لماذا أضافت الشركة البريطانية في إحصائيتها الجديدة للعام 2019 نحو 31.5 مليار برميل من سوائل الغاز (NGLs) إلى احتياطي أرامكو الذي كان 266.2 مليار برميل وفق إحصائية الشركة البريطانية للعام الماضي 2018. بالرجوع إلى الإحصائية الصادرة من أوبك في نفس الشهر (يونيو 2019) الذي صدرت فيه إحصائية الشركة البريطانية نجد أن إحصائية أوبك تقول: إن احتياطي أرامكو يبلغ 267 مليار برميل (أي كما كان الاحتياطي في الثلاثين سنة السابقة تقريباً). السؤال الذي يتبادر إلى الذهن ما مدى المصداقية في الأرقام التي تنشرها إحصائية الشركة البريطانية؟ الواقع أن الشركة لا تقوم بتقديرات خاصة بها وإنما - كما تقول هي نفسها - تنقل من الذي تنشره الدول عن احتياطها سواء مباشرة أو عن طريق المنظمات المختصة مثل منظمة أوبك. ولذا فإنها تقول (نقلاً عن إحصائية أوبك): إن احتياطي فنزويلا يبلغ 303.3 مليارات برميل رغم أن احتياطي فنزويلا القابل للإنتاج لا يتجاوز 72 مليار برميل وفق تقديرات معظم الجهات الأخرى. من ناحية أخرى، تقول إحصائية الشركة البريطانية: إن احتياطي البترول المؤكد الموجود في العالم يبلغ 1.73 تريليون برميل، وإنه يكفي لمدة 50 سنة فقط وفقاً لمعدل الإنتاج العالمي للعام 2018 البالغ 94.72 مليون برميل في اليوم. اللافت للملاحظة أنه وفقاً لإحصائية الشركة البريطانية فإنها تقول: إن أكثر من الثلثين (72 %) من احتياطي البترول الموجود في العالم تملكه دول أوبك، حيث يبلغ احتياطي أوبك 1.24 تريليون برميل، بينما بقية العالم لا يملك إلا 488 مليار برميل (أقل من نصف تريليون)، بينما بعض الإحصائيات الأخرى تقول: إن احتياطي أوبك لا يتجاوز 800 مليار برميل. تصدر إحصائية الشركة البريطانية منذ العام 1951 في شهر يونيو من كل سنة، وهذه هي النشرة رقم 68، وتعتبر مرجعاً سريعاً يرجع إليه الباحثون لسهولته ووضوحه. وفقاً للصفحة 11 من إحصائية الشركة البريطانية فإن الوقود الأحفوري (البترول، والغاز، والفحم) يمد العالم بنحو 85 % من احتياجه للطاقة، بينما العمر الزمني لهذه المصادر الثلاثة هي كالتالي: البترول 50 سنة، والغاز 50.9 سنة، والفحم 132 سنة. الخلاصة: لا شك أن هذه الاحتياطات المحدودة لأهم مصادر الطاقة ستؤدي إلى ارتفاعات خيالية في أسعارها إذا لم يستطع الإنسان إيجاد مصادر بديلة للطاقة.