استقرت جموع حجاج بيت الله الحرام ليلة البارحة على صعيد مزدلفة للمبيت هناك، بعد أن نفروا إليها ابتداءً من بعد مغرب أمس قادمين من مشعر عرفات بعد أن قضوا الوقوف بعرفات ملبين مكبرين ذاكرين الله كثيراً. وقد تزينت مدينة الخيام البيضاء لاستقبال ضيوف الرحمن الذين التأمت جموعهم أمس على صعيد عرفات الطاهر وتوافدت جموع ضيوف بيت الله الحرام مساء أمس إلى مشعر مزدلفة وقضوا ليلتهم وهم يلهجون بالذكر والثناء على رب العالمين الذين يسر لهم أداء مناسك الحج وقد قدرت جموعهم بأكثر من مليوني حاج سارت جموعهم بكل يسر وسهولة وراحة وطمأنينة، في مواكب إيمانية اتسمت بالسهولة واليسر. يوم النحر وسوف تقوم جموع حجاج بيت الله الحرام صباح اليوم الأحد بأعمال يوم النحر ورمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات ثم الاتجاه للمسجد الحرام لأداء الركن الثالث من أركان الحج وهو طواف الإفاضة والسعي لمن لم يسعَ بين الصفا والمروة وسائر أعمال يوم النحر من حلق وتقصير وذبح للهدي والأضاحي والفدي ثم يعودون مساء الليلة لقضاء الليلة الأولى من ليالي أيام التشريق تمهيداً لرمي الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس من يوم غد بإذن الله. حركة المرور وشهدت الحركة المرورية لانتقال ضيوف الرحمن من منى إلى عرفات انسيابية ومرونة بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل ما هيأته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - حفظهم الله - من إمكانات ضخمة وترتيبات مميزة لينعم الحجاج بالأمن والأمان والراحة والاطمئنان. متابعة القيادة ووقف مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على عملية تصعيد الحجاج إلى عرفات، وواصل تعليماته للجهات المعنية ببذل أفضل الجهود لتوفير ما يحقق لضيوف بيت الله الحرام أداء مناسكهم في مزيد من اليسر والأمن والأمان. ومن جهته، أوضح وزير الحج والعمرة د. محمد صالح بنتن أن جميع الخطط التي وضعت لتيسير السبيل للحجاج لأداء مناسك حجهم، سارت بكل يسر وسهولة، مبيناً أن خطة نفرة الحجاج من مشعر عرفات إلى مشعر مزدلفة تمت بكل يسر وسهولة بفضل من الله تعالى، ثم بفضل المشروعات الكبيرة التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين. وقال: إن التعاون والتنسيق المشترك بين مؤسسات الطوافة والجهات الحكومية ذات العلاقة ساهما في إنجاز هذه الخطط، لالتزام مؤسسات الطوافة وبعثات الحج بمخطط التفويج التي تم إعدادها مسبقاً، كما أن نقل الحجاج عن طريق الرحلات الترددية ساهم في وصولهم إلى مخيماتهم في أوقات قياسية مقارنة بالمواسم الماضية. من جهة أخرى، أوضح وزير الصحة د. توفيق الربيعة أن الحالة الصحية لضيوف الرحمن في أحسن حال، ولم يتم تسجيل أي حالات وبائية أو محجرية مبيناً أن مستشفيات مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمراكز الصحية المنتشرة في كل أنحاء مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة تقدم خدماتها الصحية للحجاج، وتم دعمها بالقوى البشرية والإمكانات المادية لتقديم أفضل الخدمات الصحية لضيوف الرحمن. وكانت قوافل حجاج بيت الله الحرام بدأت مع إشراقة صباح أمس السبت التاسع من شهر ذي الحجة للعام 1440ه بالتوجه إلى صعيد عرفات الطاهر مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية ملبين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار. وواكب قوافل ضيوف الرحمن إلى مشعر عرفات الطاهر متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم. وعلى امتداد الطرقات الموصلة بعرفات انتشر رجال المرور يساندهم أفراد الأمن والكشافة باذلين قصار جهدهم لتأمين الانسيابية والمرونة بالحركة. وبجاهزية تامة لمختلف القطاعات الحكومية العاملة في خدمة الحجاج وفرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام حامدين العلي القدير على ما هداهم إليه. وتابع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات، موجهين بتوفير أفضل الخدمات لينعم ضيوف الرحمن بأداء النسك وهم آمنون مطمئنون. ووُجد رجال الأمن والمرور والدفاع المدني والحرس الوطني والكشافة وغيرها من الجهات الحكومية المساندة بكثافة عبر مواقعهم المعدة لتنظيم حركة السير ومساعدة ضيوف الرحمن، فيما حلقت الطائرات العمودية فوق الطرقات التي يسلكها ضيوف الرحمن لمتابعة رحلتهم إلى صعيد عرفات وفق خطة الحركة المرورية والترتيبات المساندة لسلامة الحجاج. وفي مشهد مهيب وجمع راجٍ رحمة ربه وابتغاء مرضاته في هذا اليوم المبارك، أفضل يوم طلعت عليه الشمس، يقف الحاج على صعيد عرفات الطاهر، وعرفة كلها موقف إلا وادي عرنة، وذلك كما روى جابر رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثًا غبرًا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوم أكثر عتقًا من النار من يوم عرفة). أب وطفله خلال رحلة الحج رجل أمن يرشد حجاجاً تائهين