تعد المساجد السبعة في المدينةالمنورة من المآثر الإسلامية التي يحرص ضيوف الرحمن على زيارتها، وتقع في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من موقع الخندق الذي حفره المسلمون في العهد النبوي عندما زحفت جيوش الأحزاب من قريش والقبائل المتحالفة معها نحوهم في السنة الخامسة للهجرة. وكانت هذه المواقع للمرابطة والمراقبة في تلك الغزوة، وقد سمي كل مسجد باسم من رابط فيه عدا مسجد الفتح الذي بني في موقع قبة ضربت لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ويعرف الأكبر منها بالأحزاب أو الأعلى، وقد بُني فوق رابية في السفح الغربي لجبل سلع، وسمي بهذا الاسم لأنه كان مصلى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأن سورة الفتح أنزلت في موقعه، وتلك الغزوة كان في نتائجها فتحاً على المسلمين، كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم في موضعه على الأحزاب ثلاثة أيام فاستجيب له في اليوم الثالث يوم الأربعاء بين الصلاتين فعرف البشر في وجهه. وتذكر المصادر التاريخية أن أول من بنى هذه المساجد بالحجارة عمر بن عبدالعزيز إبان إمارته على المدينة، ويقع مسجد سلمان الفارسي جنوبي الفتح مباشرة وعلى بعد 20م فقط في قاعدة جبل سلع، وسمي باسم الصحابي سلمان الفارسي صاحب فكرة حفر الخندق، ثم تتوالى بقية المساجد من الشمال إلى الجنوب: أبو بكر، عمر، علي، فاطمة، ويضاف لها مسجد القبلتين وهو أبعدها.