في الآونة الأخيرة ومع ازدياد خطر تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على تشويه المفهوم الطبيعي لصورة الجسد (body image) ازدادت معه مطالب ومقاييس الجمال في مجتمعنا. صورة الجسد هي الإدراك السيكولوجي والعقلي للمرء وشعوره اتجاه منظره من الناحية الجمالية عند مقارنته بالمعايير العامة للمجتمع مثلاً قد يشعر المرء بالرضا والارتياح بالصورة الجسدية التي يملكها لكن بسبب عوامل خارجية كضغط مواقع التواصل الاجتماعي والثقافة الرائجة في المجتمع والإعلانات التجارية المروجة لصور نمطية لمعنى الجمال قد يؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية للفرد. نشرت إحدى الدراسات بأن 43.3% من النساء تتأثر معايير الجمال لديهن بسبب الإعلانات التجارية والمجلات. لذلك فإن إعلاناً مثل «الجاذبية والأنوثة تكتمل بعمليات تكبير الثدي» لإحدى مراكز التجميل في الرياض هو مثال حي على الرسائل المبطنة التي تحمل في طياتها ضغوطات مؤثرة على مقاييس الجمال في مجتمعنا خاصة مما قد يؤدي بطريقة غير مباشره إلى أضرار صحية ونفسية وخيمة مثل الاكتئاب والقلق واضطراب التشوه الجسمي وغيرها الكثير من الأمراض النفسية المرتبطة بصورة الجسد، أو إلى اللجوء لعمليات تجميل غير ضرورية أو قد تسبب مضاعفات صحية خطرة فقط لتلبية المعايير الاجتماعية. أيضا من وجهة نظري بالسماح لمثل هذه الإعلانات بالظهور من غير الأخذ بالبعد الأخلاقي (ethics) بعين الاعتبار قد يؤدي الى تغيير التعريف العام للجمال والصحة للأجيال القادمة، فيكون مصطنعا وجميلا أهم من طبيعي وصحي. علماً بأن الحصول على مظهر جميل وصحي لا يستدعي إلى عمليات التجميل عند وجود بدائل صحية وطبيعية مثل ممارسة التمارين الرياضية باستمرار وتجنب تناول المواد المسرّعة للشيخوخة. لذلك أعتقد بأن تغير مفاهيم الجمال هو قضية هامة الآن ويجب أن تندرج تحت أجندة الرؤية 2030 لمجتمع واعٍ وصحي، وعلى عاتق كل من الأطباء والأخصائيين النفسيين والكتّاب والمحامين وأصحاب القرار المعنيين بالصحة العامة الاجتماع ووضع سياسات جديدة للحد من الخطر الناجم عن ازدياد متطلبات الجمال وذلك عن طريق إعادة تعريف الجمال الطبيعي والصحي وتثقيف جميع شرائح المجتمع بتقبل الاختلاف من الناحية الجمالية وتجريم الإعلانات المضرّة.