تواصل إدارة شركة الناقلة العملاقة "ستينا إمبيرو" المحتجزة لدى السلطات الإيرانية التي تحمل علم بريطانيا جهودها الدولية لتحرير الناقلة من أيادي البطش الإيراني، حيث قالت الشركة على موقعها أمس إنها تكرس جل جهودها بالعمل عن كثب مع السلطات الإيرانية لضمان الإفراج عن الناقلة وأفراد طاقمها البالغ عددهم 23 فرداً ولا تزال السفينة راسية في ميناء بندر عباس، وطمأنت الشركة بأنه "لا يزال أفراد الطاقم في صحة جيدة ولا يزالون على اتصال محدود بأفراد أسرهم". وكذبت شركة "ستينا بلك" المالكة للناقلة الادعاءات الإيرانية في أعقاب رسالة من السلطات الإيرانية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تبين الانتهاكات المزعومة للناقلة للقواعد والأنظمة الدولية، بما في ذلك اصطدام غير مؤكد، في وقت شددت الشركة استنكارها لرعونة الإجراءات الإيرانية وسوء نياتها وقالت "إنه من الضروري منحنا حق الوصول إلى الناقلة لإجراء تقييم كامل وما زلنا ننتظر رداً من السلطات الإيرانية على طلبنا". كما شددت الشركة بعدم انتهاك ناقلتها لأي أنظمة أو قوانين دولية أو إقليمية وقالت "وكما ذكر سابقاً من المعلومات التي لدينا لا يوجد دليل حالي على أن السفينة قد انتهكت أي قواعد أو أنظمة بحرية، في ظل الاحترافية العالية والأداء الراقي لأفضل الممارسات لطاقم السفينة". وطالبت الشركة مؤملة أن يتم التوصل لحلول عاجلة لوضع الناقلة وطاقمها الذي بدأ باليأس من إنهاء أزمتهم التي يماطل ويساوم بها النظام الإيراني، وقالت الشركة "نأمل أن يتم حل هذه الحالة بسرعة، وسنواصل إجراء حوار مفتوح مع جميع الحكومات والسلطات المعنية لضمان الإفراج عن الطاقم والسفينة". ويأتي قلق مالكو ومشغلو الناقلة التي طال احتجازها انتقاماً لاحتجاز بريطانيا سفينة إيرانية في وضع تهريب نفط، في وقت تسعى بريطانيا عمل ما في وسعها لضمان أقوى أمن لإمدادات مضيق هرمز وتجارته الحيوية للعالم من خلال دعمها تكوين تحالف أوروبي بمظلة دولية يتمركز بقوة هائلة في مضيق هرمز لردع الاعتداءات الإيرانية في ظل تأكيدات وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت حيث قال إن المملكة المتحدة ستحاول بناء قوة بقيادة أوروبية لحماية الملاحة في مضيق هرمز بعد أن استولت القوات الإيرانية على الناقلة "ستينا إمبيرو" أواخر لأسبوع الماضي. وقال هانت في بيان أمام البرلمان البريطاني "سنسعى الآن إلى تشكيل مهمة حماية بحرية بقيادة أوروبية لدعم المرور الآمن للطاقم والبضائع في هذه المنطقة الحيوية.. لقد أجرينا مناقشات بناءة مع عدد من الدول وسنناقش في وقت لاحق أفضل طريقة لاستكمال المخطط مع المقترحات الأميركية الأخيرة في هذا المجال". وأضاف بأن القوة ستركز على حرية الملاحة مكرراً التأكيد على أن المملكة المتحدة تنصح بعدم مرور السفن التي ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز بأكمله في الوقت الراهن، وأنه سيُطلب من السفن التي ترفع علم بريطانيا تقديم إشعار بأي نية بالمرور عبر المضيق، وأن الطريقة الأكثر أمانًا قد تتضمنها الابحار ضمن قافلة. واستولت إيران على ناقلة المواد الكيميائية التي تحمل علم المملكة المتحدة "ستينا إمبيرو" لتساهم في تصعيد التوترات الإقليمية والمخاطر التي تواجه شحنات النفط في المضيق، وقد دفعت هذه الحوادث الولاياتالمتحدة إلى إعادة تقييم الأمن للشحن في منطقة الخليج العربي. من جهتها طمأنت وكالة الطاقة الدولية بأن مخزونات النفط الطارئة لدى بياناتها تكفي لتغطية أي انقطاع في الإمداد في مضيق هرمز لفترة ممتدة، وذلك بعد تصاعد التوترات بشأن الشحن في الشرق الأوسط، وفي بيان أكدت أن المعروض العالمي من النفط قد تجاوز الطلب بمقدار 900 ألف برميل في اليوم في النصف الأول من العام 2019، وبلغ إجمالي المخزونات التجارية في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أكثر من 2.9 مليار برميل أعلى من متوسط الخمس سنوات. من جهة أخرى قال وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني هيروشيغ سيكو إن اليابان ستواصل استيراد النفط الخام من الشرق الأوسط على الرغم من تصاعد التوترات في مضيق هرمز، لكنها ستبذل أيضًا جهودًا لتنويع مصادر الإمداد، وقال "ستظل مشتريات النفط الخام من الشرق الأوسط مهمة، بالنظر إلى اقتصاديات أسعار النفط وتكاليف النقل في مضيق هرمز"، وتستورد مصافي التكرير اليابانية الجزء الأكبر من النفط الخام من الشرق الأوسط باستخدام ناقلات النفط العملاقة ولكن أيضًا تستورد الخام من مناطق أخرى بواسطة سفن أصغر حجماً من تلك التي تبحر من الشرق الأوسط، ومع ذلك أضاف الوزير بأن اليابان ستواصل محاولة تنويع مصادر إمدادها بالنفط الخام، بما في ذلك الجهود الرامية إلى الحصول على أصول لأسهم في المنبع خارج الشرق الأوسط. وقالت أكبر مصفاة في اليابان شركة "نيبون" للنفط والطاقة إنها ستستمر في الوقت الحالي في استيراد النفط الخام الذي سيمر عبر مضيق هرمز وأنها أيضاً تدرس شراء الخام الذي لن يمر عبر مضيق هرمز مع الحفاظ على إمداداتها الأساسية من الشرق الأوسط، كما اتخذت مصافي التكرير اليابانية الأخرى "إيديميتسو كوسان" و"كوزمو أويل" تدابير أمنية وإجراءات سلامة مشددة لشحن النفط الخام عبر مضيق هرمز، في وقت أصبح أمن إمدادات النفط لليابان تحت الأضواء في أعقاب هجمات ناقلات النفط في 13 يونيو، عندما تعرضت سفينتان إحداهما تديرها شركة شحن يابانية لهجوم على مرمى من مضيق هرمز مباشرةً، والذي تعبر منه حوالي 80 % من تدفق إمدادات نفطها الخام. ويمثل الشرق الأوسط 88.9 % من واردات اليابان من النفط الخام، أو ما متوسطه 3.13 ملايين برميل يوميًا خلال الفترة من يناير إلى مايو، وفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية. في وقت تمثل إمدادات نفط شركة أرامكو السعودية عبر مضيق هرمز النسبة الأكبر في صادراتها لآسيا والتي تعد أكبر سوق لنفط أرامكو حيث تشكل مصافي التكرير الآسيوية مركزًا رئيسيًا للطلب على صادرات المملكة من النفط الخام، في وقت تدفق 71 % من إجمالي صادرات المملكة من النفط إلى آسيا في عام 2018، حيث نجحت شركة أرامكو في سلامة وموثوقية تصدير 7,328 ملايين برميل من النفط السعودي الخام في 2018 لمختلف أنحاء العالم شكلت أسواق آسيا أكبر الحصص بطاقة 5,211 ملايين برميل يومياً، في وقت تبحث أرامكو عن توفير خيارات لتسويق النفط الخام وزيادة إمداداته عبر البحر الأحمر.