ارتفعت أسعار النفط الخام العالمي يوم الاثنين وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط عقب احتجاز الحرس الثوري الإيراني ناقلة بريطانية في 19 يوليو الجاري، وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام دبي في آسيا في وقت مبكر من يوم الاثنين، حيث بحث المشاركون في السوق احتمال تصاعد التوترات بعد أن احتجزت إيران ناقلتين في مضيق هرمز يوم الجمعة إحدها بريطانية، والأخرى ليبيرية، وبلغت أسعار العقود الآجلة لخام دبي لشهر سبتمبر 60.85 دولارًا للبرميل يوم الاثنين، بزيادة 68 سنتًا للبرميل عن تقييم "قلوبل بلاتس" الذي قيمته عند 60.17 دولارًا للبرميل عند إغلاق التداول في آسيا يوم الجمعة. وكذلك الحال من الارتفاع الذي لازم العقود الآجلة لخام برنت خلال نفس الفترة، حيث ارتفعت العقود الآجلة لشهر سبتمبر إلى 63.37 دولارًا للبرميل في الساعة 11:00 صباحًا بتوقيت سنغافورة (0300 بتوقيت جرينتش) يوم الاثنين، مقابل 62.71 دولارًا في الساعة 4:30 مساءً في سنغافورة (0830 بتوقيت جرينتش) يوم الجمعة، وحافظ خام دبي على خصم مقابل خام برنت خلال عطلة نهاية الأسبوع عند 2.52 دولار للبرميل صباح الاثنين، مقارنة ب2.54 دولار للبرميل يوم الجمعة. واستولت إيران على ناقلة مواد كيميائية بريطانية واحتجزت لفترة وجيزة ناقلة النفط العملاقة المملوكة للمملكة المتحدة في مضيق هرمز يوم الجمعة، مما زاد من حدة التوتر الإقليمي والمخاطر التي تواجه شحنات النفط، وأكدت ستينا بلك مالكة الناقلة الكيميائية "ستينا إمبيرو" التي ترفع علم المملكة المتحدة التي تعرضت للهجوم يوم الجمعة من قبل "طائرات صغيرة مجهولة الهوية وطائرة هليكوبتر" في حوالي الساعة 1500 بتوقيت جرينتش أثناء عبورها لمضيق هرمز حيث أجبرت للإبحار نحو إيران بعد سيطرة الثوريون الإيرانيون على الناقلة ما يشابه حوادث القرصنة والإرهاب وحرب الناقلات الذي اعتادت على شنه دولة الإرهاب المنحرفة منذ عقود من الزمان. إلا أن الأمر يختلف الآن كلياً عن ذي قبل حيث يقف العالم أجمع صفاً واحداً بزعامة الولاياتالمتحدة وبريطانيا والمملكة العربية السعودية وكبرى دول العالم الأخرى ضد الإرهاب الإيراني الذي حان الوقت لاجتثاثه من جذوره وطي صفحاته السوداء في تاريخ العالم المتحضر الذي يدعو للأمن والسلام والتكاتف نحو مجتمع دولي تكنفه المودة والصداقة والشراكة لتطوير الأمم. وفي حادثة أخرى قالت "نوربولك" للملاحة مالكة السفينة "مدلب" التي تحمل العلم الليبيري بأن سفينتها تعرضت لهجوم واقتحام مسلحون في حوالي الساعة 1630 بتوقيت جرينتش وكانت خارج الاتصال بينما كانت متجهة شمالاً نحو إيران، وعند الساعة 20.00 بتوقيت جرينتش، أعادت الشركة تأسيس الاتصال وأكدت أن الحراس المسلحين غادروا السفينة وسمحوا لها بمواصلة رحلتها، وقالت "نوربولك" إن جميع الطاقم آمن وبصحة جيدة. وقال فيلق الحرس الثوري الإيراني إنه استولى على السفينة "ستينا إمبيرو" بسبب انتهاك القوانين واللوائح الدولية أثناء مرورها عبر مضيق هرمز، وفقاً للتلفزيون الرسمي، واقتيدت الناقلة إلى السواحل الإيرانية وتسليمها لمنظمة الموانئ والملاحة الإيرانية "للإجراءات القانونية والتحقيقات اللازمة" بزعم أن الناقلة لم تلتزم بقوانين الملاحة الدولية وأطفأت أجهزة التتبع واصطدمت بقارب صيد هناك. وهذا الحادث جاء بعد احتجاز وحدات من المشاة البحرية البريطانية في الرابع من يوليو ناقلة النفط "قريس" الإيرانية بمياه جبل طارق بزعم أنها كانت تتجه إلى الأراضي السورية، الأمر الذي يعارض العقوبات الأوروبية ضد دمشق. وصعدت هذه الحوادث التوترات الإقليمية، بعد يوم من تصريح الرئيس دونالد ترمب بأن البحرية الأميركية أسقطت طائرة إيرانية بدون طيار، في وقت يمر حوالي 30 % من النفط الخام المنقول بحراً في العالم عبر مضيق هرمز، وأخبر تجار النفط في سنغافورة "بلاتس" أنهم يراقبون التطورات الحالية في الوضع عن كثب وقالوا إنه لا يوجد أي اضطراب فوري لتدفقات الخام إلى آسيا من الخليج العربي.