يحتفي العالم اليوم الأربعاء، باليوم العالمي للوجوه التعبيرية "الإيموجي"، وهي الصور الرمزية أو الوجوه والتعابير المصورة المستخدمة في كتابة الرسائل الإلكترونية وفي منصات التواصل الاجتماعي للتعبير عن المشاعر والأمزجة وأشياء أخر. فهل ستتمكن هذه اللغة الجديدة من حجز مكان لها بين آلاف أو ملايين اللغات التي عرفها البشر طوال تاريخهم؟ منذ البدايات اختلف اللغويون في أصل "اللغات" أوحي وإلهام؟ أم مواضعة واصطلاح؟، ولكل رأي ما يتكئ عليه منطقيا ومعرفيا، ومع مرور الزمن وتطور العلوم بدأت الحقائق والاستدراكات تتكشف شيئا فشيئا، فلم تعد اللغة "أصوات" كما يقول أبو الفتح ابن جني في تعريفه الشهير وتتمته: "يعبر بها كل قوم عن أغراضهم"، ولا "عبارة المتكلم عن مقصود، وتلك العبارة فعل لساني" فحسب كما يقول ابن خلدون. فثمة لغات غير منطوقة ولا تؤدى باللسان، مكتملة البناء متعارفة الاصطلاح كما الحال مع "لغة الصم"، و "لغة المكفوفين" و "لغة الفن" وغيرها، وهذا ما دفع الدراسات الحديثة إلى تجاوز الاصطلاحات والتعريفات السابقة بدءا باعتبرها "نظام من العلامات للتعبير عن الأفكار" عند اللغوي السويسري دي سوسير، إلى أن تمكنت من إثبات استيعاب النظام الاتصالي لأنظمة وأنماط سلوكية -غير اللغة المنطوقة- يتواضع عليها الناس للتواصل فيما بينهم. تأتي "لغة الايموجي" في هذا السياق، بعد أن بدأت في أخذ مكانة كبيرة في محادثاتنا اليومية، حتى أفرد لها سنة 2014 يوما عالميا يصادف ال 17 من يوليو. وبحسب الموسوعة العالمية "ويكيبيديا" فقد أُنشئ أول رمز تعبيري بين عامي 1998 و1999 من قبل المصمم الياباني شيجتا كوريتا الذي كان يعمل في ذلك الوقت على منصة للإنترنت عبر الهاتف، واستلهم هذه الفكرة من رموز نشرات الطقس والعلامات الموجودة في الشوارع، وقرر تبنيها وإطلاق مشروعه. وكانت تتألف أول مجموعة من تلك الرموز التعبيرية من 176 صورة توضيحية فقط، وكان الهدف منها تمييز الرسائل في i-mode. وبعد 11 عاماً، وتحديداً في عام 2010، أصبحت رموز ال "إيموجي" متاحة للجميع على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وبحسب ال "بي بي سي" فقد تم اعتماد 2.666 "إيموجي" عالمي، ويعتبر "إيموجي" دموع الفرح أكثرها استخداما وانتشارا.