ليس هناك من عقوبة إطلاقاً إذا جعلنا الآخرين يموتون من الضحك كما يقول المثل، لهذا ربما كانت كلمة العام 2015م في قاموس «أكسفورد» للمصطلحات الجديدة ليست كباقي الكلمات. فلقد أعلنت المعاجم الشهيرة أنها ليست كلمة هذه المرة، بل «إيموجي» وتحديداً ذلك (الوجه التعبيري الذي يبكي من شدّة الضحك)، وبذلك فهي المرة الأولى على الإطلاق التي يتم فيها اختيار رمز تعبيري كبديل للمفردات المعتادة، ما يعكس مدى انتشار ثقافة الوجوه التعبيرية. ال «إيموجي» emoji أو«الوجوه التعبيرية» أو ال «smily face»، هي رسوم تصويرية صغيرة وأحياناً متحركة تقدّم خيارات متنوعة للتعبير. وقد أصبحت لغةً عالمية غير رسمية، كما أصبح يوم ال «17» من (يوليو) يوماً عالميًا خاصاً بها. أما جامعة «أكسفورد» فتقوم سنوياً باختيار مصطلح جديد يمثل أكثر الكلمات الجديدة على اللغة الإنجليزية استخدامًا أو الكلمات الموجودة فعلًا، لكنها تُستخدم على نحو غير متعارف عليه. حيث تم اختيار الفعل «Vape» ويعني تدخين السجائر الالكترونية في العام 2014، وكلمة «Selfie» للعام 2013، وكلمة «GIF» التي ترمز إلى الصور المتحركة للعام 2012. وقد أظهرت الجامعة مع شركة «سويفتكي» إحصاءاتها التي اعتبرت أن الوجه التعبيري الذي يضحك حدّ البكاء هو «الايموجي» الأكثر استخداماً في العالم خلال 2015م ما دعا مدير «أكسفورد» للقول : يمكننا أن نرى معاناة الأحرف الأبجدية التقليدية في مواكبة التطوّر الهائل في التواصل، فمن غير المستغرب استخدام الناس «إيموجي» لسدّ هذه الفجوات. إنّها مرنة، وسريعة، كما أنها تعبّر عن الانفعالات والمشاعر بدقة. كما أن هذه الرموز، الاشارات، الخطوط، الأشكال والعلامات كما تعلمون ليست جديدة اطلاقاً، فهي لغة الانسان الأول منذ عصر الكهوف التي تم رسمها أو نقشها وغطت أحيانًا مساحات مهمّة جغرافياً أشبه ما تكون بالشفرات كثيفة الدلالة أحتاج لفكهّا وفهمها مختصّون بعلم اللغة والطبيعة والتاريخ والأرض. ويبدو أن اختيار الوجه التعبيري الذي (يبكي من شدة الضحك) له ذات السبب والتأثير الذي وجد من أجله الضحك بشكل عام، فهو يعتبر وفي هذا العصر بالذات فضيلة وسلاحاً بشرياً نستطيع به مواجهة تحديات الزمن وتقلّباته. كما أن اختيار الضحك أفضل بكثير من إثارة الاشمئزاز ولطم الحظ العاثر وظروف الحياة وصعابها، وهذا ما عبّر عنه «نيتشه» بقوله : بما أن الإنسان أعمق الموجودات شعوراً بالألم.. كان لابد له أن يخترع الضحك.