تخطط شركة «سابك» لرفع إجمالي طاقتها للإيثيلين في مجمعاتها الضخمة في المملكة وخارجها من نحو 13 مليون طن متري سنوياً حالياً بالمرتبة الثانية عالميا إلى نحو 15 مليون طن متري سنوياً لتنافس بقوة للهيمنة بصدارة المنتجين في العالم حيث يضيف مجمع «سابك» و»إكسون موبيل» في تكساس وحدة لتكسير الإيثان بتقنيات خاص لإنتاج طاقة 1.8 مليون طن سنوياً من الإيثيلين كأضخم مصنع من نوعه في العالم. في وقت نجحت «سابك» أخيراً بحصولها على جميع الموافقات النظامية اللازمة بما فيها التصاريح البيئية لإقامة مشروع مشترك للصناعات البتروكيماوية مع شركة إكسون موبيل على ساحل الخليج الأميركي في صفقة تقدر تكلفتها الإجمالية 27.4 مليار ريال (7.3 مليارات دولار). ويدعم هذا المشروع المتوقع بدء أعمال بنائه عام 2019 واكتماله بحلول 2021 مساعي «سابك» للسيطرة على أكبر حصص السوق العالمي في ظل طاقتها الإنتاجية الهائلة التي تتوزع بين مصانعها في المملكة بحوالي 11 مليون طن متري سنويا في شركاتها التابعة بالجبيل وينبع، بخلاف طاقات مشروعاتها الخارجية بأكثر من مليوني طن متري سنوياً في الصين والمملكة المتحدة وهولندا. كما تخطط «سابك» لرفع طاقتها الإنتاجية العالمية لجلايكول الإيثيلين الأحادي لتصل لنحو 7,5 ملايين طن متري سنوياً بحلول 2022 من خلال تنفيذ عدد من المشروعات في المملكة وخارجها حيث تنوي إقامة مصنع للإيثيلين جلايكول الأحادي في المجمع البتروكيميائي الضخم المزمع اقامته في تكساس بالولاياتالمتحدة بالشراكة مع «إكسون موبيل». وشددت «سابك» بتفاؤلها الكبير لهذه الصفقة التي خاض الطرفان لإتمامها جولات مكوكية من المباحثات والاتفاقيات متوقعة أن يكون لهذا المشروع أثر إيجابي على القوائم المالية الموحدة، مبينة بأن الأثر المالي سينعكس على نتائج الشركة بعد اكتمال المشروع والبدء في التشغيل التجاري. وكانت «سابك» قد توصلت» في مايو 2018، مع شركة اكسون موبيل للاستثمار وهي شركة تابعة مملوكة لشركة اكسون موبيل، إلى قرار لإنشاء مشروع مشترك للصناعات البتروكيماوية في ساحل الخليج الأميركي، بناء على جدوى دراسة المشروع الاقتصادية، والذي تم إعلان دراسته في أبريل 2017. من جهتها اعتبرت شركة «إكسون موبيل» شراكتها الجديدة مع شركة «سابك» في المجمع البتروكيميائي الضخم في مقاطعة سان باتريسيو بولاية تكساس بالنقلة الاستراتيجية المهمة والداعمة لمشروع تنمية ساحل الخليج الأمريكي بأكمله وتعزيز نموه الاقتصادي والذي تشارك فيه «سابك» كجزء من برنامج «إكسون موبيل» الممتد لعشرة سنوات والذي تبلغ تكلفته 20 مليار دولار لتوسعة صناعة الطاقة والبتروكيميائيات على طول ساحل خليج الولاياتالمتحدة. وقالت «إكسون موبيل» بأن شراكتها مع «سابك» تمثل خطوة مهمة في تنمية مشروعات ساحل الخليج الأميركي، مشيرة بأن لديها علاقة طويلة وناجحة مع «سابك»، والتي سيتم تعزيزها من خلال هذا المشروع الذي سيخلق قيمة للشركتين ومجتمعاتهما. ويتضمن المجمع البتروكيميائي إضافة لوحدات التكسير البخارية للإيثان، مصنعين لإنتاج البولي إيثيلين بطاقة تراكمية تبلغ 1.25 مليون طن سنويًا ومصنع أحادي الإيثيلين جلايكول والذي حصل على التراخيص البيئية اللازمة، ومن المتوقع أن يبدأ عملياته التشغيلية في الفترة ما بين 2021-2022م. ويعد هذا المشروع واحدًا من 11 مشروعًا رئيسيًا من مشروعات الكيماويات والتكرير ومواد التشحيم والغاز الطبيعي المسال المرتبطة بمبادرة «إكسون موبيل» لتنمية الساحل الأمريكي واستغلال الاستفادة الكاملة لثورة الغاز الصخري المنخفض التكلفة. واتجهت خطط «سابك» صوب استثمارات الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة مع تدفقات الغاز الصخري الهائلة في أميركا والتي تخطط الولاياتالمتحدة لاستغلالها واستخدامها لإنتاج طاقات جديدة من الإيثيلين بضخ طاقات إضافية بقدرة 23 مليون طن سنوياً لتصبح مصدرا رئيسا في سوق البتروكيماويات العالمي ومنافس قوي وتحول كفة القوى لصالحها. في وقت وسعت «سابك» أعمالها في الولاياتالمتحدة الأميركية حيث ارتفعت عمليات التصنيع الخاصة بها بنسبة 20 % بين عامي 2013 و2017. كما بلغ عدد موظفي الشركة في 14 منشأة تنتشر في 11 ولاية، أكثر من 3000 موظف. وتتوقع «سابك» أن يتضاعف حجم التصنيع خلال السنوات الخمس المقبلة. وتخطط الولاياتالمتحدة الأميركية لاستثمارات ضخمة في الغاز الصخري باعتباره المحرك الرئيس لنمو الغاز الطبيعي في العالم في العشرين سنة القادمة في ظل توقعات بلوغ الإنتاج العالمي للغاز الصخري في عام 2040 أربعة أضعاف المستوى المحقق عام 2017 ليصل إلى 168 مليار قدم مكعب يومياً، وهو ما يمثل نسبة 30 % من إنتاج الغاز الطبيعي في العالم، في وقت من المتوقع أن يزيد الإنتاج العالمي للغاز الطبيعي 62 % خلال الفترة الزمنية ذاتها. وتعد شركة «اكسون موبيل» الأميركية حالياً واحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في المملكة مع «سابك» وأرامكو، إلى جانب كونها من أكبر جهات القطاع الخاص التي تشتري النفط الخام من أرامكو السعودية. ومن خلال الحصص التي تملكها في مشروعات مشتركة فقد شاركت في قطاعي تكرير البترول وتصنيع البتروكيماويات في المملكة على مدى أكثر من 35 عاماً. مصفاة «سامرف» تجسد عمق العلاقة التاريخية بين «أرامكو» و»إكسون موبيل». «سابك» تفرض مزيداً من الوجود القوي في قلب أميركا بأكبر الاستثمارات في العالم