ما يعيشه النصر اليوم هو ظاهرة صحية وتقدم لا مثيل له عبر تاريخ النادي الطويل، الذي تجاوز نصف قرن، فتعدد المرشحين والمتقدمين لرئاسة النادي الكبير خلال هذه الفترة هو مؤشر إيجابي ومصادقة على حالة التحول الكبيرة التي يعيشها النصر على الصعيدين الإداري والجماهيري، حتى إن تمكن القلق من محبيه جراء التأخر في حسم من سيقوده إداريًا خلال المرحلة المقبلة، بل إنها الجسر المؤدي إلى نهضة النصر وديمومته في البطولات والأمجاد. نصر اليوم يتسابق على رئاسته أكثر من ثلاثة مرشحين، حتى إن اختلف البعض حول ملفاتهم وما تحتويه من قوائم مرشحيهم على خلاف نصر الأمس، وما سبقه من عقود مضت سيطر من خلالها العمل الفردي عليه وعلى من يقوده على خلاف غيره من الأندية الكبيرة، وبالتحديد جاره ومنافسه وغريمه التقليدي فريق الهلال، ما وسع الفارق بينهما في البطولات والألقاب. الانفتاح الجميل الذي يعيشه النصر في هذه المرحلة بحاجة إلى دعمه من قبل محبي النصر من جماهير وشرفيين، وعدم قتله بحصره في أشخاص محددين حتى لا يعود إلى المربع الأول، مربع الفردية في العمل والتخطيط واتخاذ القرار، وبالتالي تراجع النتائج والبطولات وفقدان المكتسبات التي تحققت للفريق بعد حالة التغيير الإيجابية التي حدثت للفريق خلال الموسم الماضي، وأثمرت عن عقد رعاية ضخم، كان بالأمس أشبه بالحلم، وعن فريق مبهر كان حصاده بطولة قوية ومهمة هي كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين وجهازا إداريا وفنيا على طراز عالٍ جدًا بعد أن كان الكثير ضد التغيير، بل وصل بحال البعض بالتبشير بضياع الفريق وتراجعه منطلقًا من جهله وضعف إدراكه بالعمل المؤسسي وإيجابياته. محبو النصر وأنصاره وعشاقه عليهم الاستفادة من دروس الماضي بعد أن كان النادي حكرًا على أشخاص محددين رغم محبتهم وعشقهم له، إلا أنهم أسهموا بدون قصد في تراجعه وفقدانه لكم كبير من البطولات والنجوم، وكرسوا من خلال تلك المرحلة التي سيطروا من خلالها على الفريق للفردية وحب الرموز، سواء كان ذلك إداريًا أو فنيًا، ما أثر في أجيالٍ كاملة وبالتالي امتد الأثر ليشمل الجميع، ويكون ناتجه تراجعا للنادي في كل شيء، البطولات والنجوم والجماهير وعقود الرعاية، بل وصل الحال لأن يبحث الفريق عن الهرب من الهبوط كناتج طبيعي للعمل الفردي المبني على الارتجال وحب الذات. فاصلة: استطاع أحمد البريكي المدير التنفيذي لنادي النصر وخلال فترة قصيرة جدًا كسب حب الجماهير النصراوية وتعاطفها بجانبه بعد العمل الجبار الذي قدمه لفريق كرة القدم الأول خلال الموسم الماضي، البريكي بعمله المميز والمنظم أصبح استمراره مطلبًا للجماهير النصراوية العاشقة والمحبة لفريقها، بل إن كثيرا من هذه الجماهير التي كان بعضها في بداية الموسم يطالب بإبعاد البريكي، يطالب الآن وعبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بأن يتقدم أحمد البريكي بملفه للترشح لرئاسة النادي، وهو في حقيقه الأمر يستحق ذلك بدون مبالغة؛ نظير المجهود الذي قدمه من عمل مؤسسي جدير بالتقدير والتشجيع.