عاد الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر عن قراره الاستقالة وقرَّر العودة لرئاسة النادي الأصفر من جديد.. هذه العودة بالتأكيد ستكون في وقت ومرحلة حرجة للنصر لا تقبل أي أخطاء أو قرارات شخصية غير محسوبة العواقب.. كما أنها تأتي في وقت يئن فيه النادي تحت وطأة الديون والصرف المالي غير المقنن الذي حمّل الخزينة النصراوية ملايين الريالات التي لم يستطع أعضاء شرف النادي مواجهة أعبائها.. ولذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه حالياً: لماذا عاد رئيس النصر عن قراره وماذا يحمل من حلول للخزينة النصراوية وللفريق نفسه ليعود مجدداً للمنافسة بعد أن خرج هذا الموسم خروجاً (مذلاً) من جميع البطولات. فمن السهل اتخاذ قرار العودة من قِبل الرئيس المستقيل لكن من الصعب القبول به دون مبررات منطقية مقبولة.. فالقبول بالعودة الجديدة يعني ضرورة تبرير كل حالات الإخفاق التي عاشها النصر هذا الموسم وما هي أسبابها وما الضامن لعدم تكرارها في المواسم المقبلة..؟! ** الإدارة النصراوية برئاسة الأمير فيصل بن تركي قدّمت موسماً كوارثياً (الموسم المنصرم) دون أسباب واضحة سوى القرارات الشخصية الفردية التي لم تراع العديد من الأمور التي يجب احترامها وعدم التلاعب بها.. فالنصر الفريق الجماهيري الكبير من غير المقبول أن يُدار بهذا الشكل الفردي وهذه السلبية في اتخاذ القرارات وعدم الجدية في تلبية متطلبات ورغبات جماهيره.. واللا مبالاة في مسألة بقائه منافساً من عدمه لأن الأولوية أصبحت فقط لفرض الرأي الشخصي بعيداً عن مصلحة النادي وهذا ما أوصل النصر لحال لا يسر محبيه ولا محبي كرة القدم السعودية.. ولذلك أتمنى أن يكون هناك ما يدعو لقبول عودة الأمير فيصل بن تركي بهذه البساطة ودون حساب أو محاسبة على كل الأخطاء الكبيرة التي حدثت الموسم الماضي.. ويظهر لي أن الأمير فيصل سيستمر بنفس الطريقة والأسلوب مما يعني تحميل النصر المزيد من الديون والقرارات الخاطئة وبالتالي تكون أضرار العودة أكبر من فوائدها بالنسبة لمستقبل النصر وخصوصاً أن الأزمة المالية التي تسببت بها الإدارة الحالية ما زالت قائمة ومرشحة للتضاعف في ظل عدم وجود موارد ثابتة للأندية واعتمادها على الصرف الفردي مع عدم قدرة نفس الإدارة على توفير أي عقود جديدة يمكن أن تساهم في تحمل جزء من مصروفات النادي..! كرة قدم أم حروب يا أوروبا؟! ** ما يحدث في بطولة أمم أوروبا الحالية في فرنسا أمر يندى له الجبين.. فالصراعات والاشتباكات الجماهيرية تجاوزت كل الحدود ووصلت لإصابات على مشارف الموت.. هذا الأمر يحدث من شعوب يفترض بها أن تكون متحضرة ومتعلمة وعلى مستوى من الوعي والأخلاق واحترام الآخرين.. تماماً كما هي القيم التي تعيشها دولها وينعم بها مواطنوها منذ القِدم.. لكن الاشتباكات التي جمعت مواطني عدة دول أوروبية مع بعضها البعض على أرض فرنسا كشفت شيئاً من الحنق والحقد والكراهية ضد الآخر بغض النظر عن أي اعتبارات إنسانية.. فشاهدنا الصدامات الشخصية وأعمال العنف البعيدة عن الإنسانية وهي مشاهد مرت على الكثيرين مرور الكرام رغم أنها أعمال لا تقل عن الإرهاب، بل الإرهاب الشخصي الذي يقوم به كل فرد مشارك تجاه الآخر.. فهي أعمال متأصلة للأسف في قلة من البشر بعيداً عن اللون والجنس والدين.. ولذلك لا بد من مواجهتها والتعامل معها على هذا الأساس! لمسات ** جميع منتخبات العالم التي لديها مشاركات رسمية قادمة تلعب في هذه الفترة إما ودياً أو رسمياً باستثناء المنتخب السعودي الذي يغط في سبات عميق يؤكّد أننا ما زلنا بعيدين جداً عن العمل الاحترافي المنظّم على صعيد برامج الإعداد التي تعمل بها المنتخبات المحترفة في العالم. * * * ** الوضع الذي تعيشه بعض الأندية المحلية من حيث الإعداد للموسم يعكس قدرات كل إدارة على حدة ومدى جديتها واحترافيتها في العمل.. فها هو الموسم الجديد على الأبواب وما زالت ملفات عديدة لم تحسم كالأجهزة الفنية واللاعبين الأجانب وغيرها من الأمور على الرغم من أن الجميع يعلم طوال الموسم أنه سيقوم بالتغيير والتعاقد الجديد ومع ذلك بقي متفرجاً! * * * ** في منتصف الموسم أعلن مان سيتي التعاقد مع جوارديولا وفي نفس الوقت أعلن البايرن التعاقد مع انشلوتي عوضاً عنه.. ومحلياً بدأ رئيس النصر المستقيل الأمير فيصل بن تركي إعداده للموسم الجديد بالتعاقد مع قوميز ومعه لاعب نجران البرازيلي وبعض الصفقات المبكرة استعداداً للموسم الجديد قبل أن يعلن الرحيل.. وكذلك فعلت أندية عديدة كالفتح وأيضاً الأهلي الذي اتخذ قرار تعويض جروس سريعاً بالتعاقد مع جوميز.. إذاً العمل الجاد واضح للجميع ولا يستطيع أحد التقليل منه! * * * ** توقّع شخصي أن الكرة السعودية (عموماً) ستكون في الموسم المقبل في وضع معاناة عديدة للأندية والمنتخبات.. ولن نتقدم خطوة واحدة، حيث سيكون موسماً شبيهاً لهذا الموسم المنصرم لأنه لا يوجد أي بوادر لتغيير قادم فنياً وإدارياً لدى الكثير من الأندية أو حتى اتحاد الكرة..! * * * ** لا أدري لماذا تأخر اتحاد الكرة والهيئة العامة للرياضة في إعلان تطبيق المشروع الجديد للكرة السعودية والذي قد يكون الأمل الوحيد لرؤية تغيير حقيقي على مستوى القاعدة والفئات السنية لنقول فعلاً إننا وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح!