منذ أعوام، لم أشاهد مثل هذه الالتفافة الكبيرة التي يعيشها نادي النصر خصوصاً على الصعيد الجماهيري بعد الانقسامات الكبيرة التي عاشتها تلك الجماهير خلال المرحلة الماضية مما أدى بها لمقاطعة مدرجات فريقها بالملاعب كافة التي يلعب بها احتجاجاً على أوضاع النادي وسير العمل به خلال المرحلة السابقة. المتابع للمشهد النصراوي يلحظ وبوضوح حالة الدعم الكبيرة التي تجدها الإدارة المكلفة من تلك الجماهير العاشقة والمحبة فإعداد الجماهير النصراوية المسجلة بمبادرة «ادعم ناديك» والتي أطلقها رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ تتصاعد بشكل مستمر بل إنها تنافس وبقوة على المركز الأول والذي من المتوقع أن تتربع عليه خلال الأيام القليلة المقبلة. هذه الالتفافة وهذا التفاؤل الكبير من قبل الجماهير النصراوية وإن كانت غير مستغربة ما لم تحدث لولا مطابقة أقوال الإدارة المكلفة لأفعالها حتى وإن كان الحكم باكرًا. فهذه هي بطولة النصر الأولى هذا الموسم تتحقق للجماهير النصراوية بعد أن استطاعت الإدارة المكلفة كما وعدت من إعادة الداعم النصراوي المبتعد سابقاً بسبب الخلافات الإدارية لعشقه والتي نتج عنها تحقيق الحلم النصراوي المتمثل باستقطاب الظهير الأيسر الأبرز محلياً والمطلب النصراوي لأكثر من ثلاثة مواسم ثم ما أتبعه من صفقة الظهير الأيمن الأبرز خليجياً. استقطاب أفضل ظهيري جنب ببطولة خليجي 23 والتي أقيمت خلال الفترة الماضية بدولة الكويت الشقيقة والمتمثلة في الظهير الأيسر لنادي القادسية عبدالرحمن العبيد والظهير الأيمن لمنتخب عمان سعد سهيل مؤشر عالي الإيجابية لدى الجماهير النصراوية بأن الإدارة المكلفة استطاعت خلال فترة قصيرة جداً من معالجة أهم نقطتي ضعف عانى منها الفريق منذ أكثر من تسعة مواسم. ففي خطط كرة القدم الحديثة يعد ظهيرا الجنب من أهم مفاتيح اللعب الهجومية لأي فريق أو منتخب يبحث عن الانتصارات والبطولات وهذا ما كان يفتقده الفريق خلال المواسم الماضية على الرغم من الاجتهادات التي كان يقوم بها خالد الغامدي وعوض خميس وعبدالغني وأحمد عكاش إلا أن محدودية إمكاناتهم لم تساعدهم على ملء مثل هذه المراكز باقتدار كما يحدث في أندية أخرى كالهلال والأهلي. حالة الرضا الجماهيري الكبيرة التي تسود المشهد النصراوي يجب أن يعقبها رضا شرفي مقروناً بالدعم المعنوي والمادي ورضاً إعلامياً هدفه الكيان ومستقبله بعيد عن الأشخاص كما حدث خلال الإدارة السابقة خصوصاً أن التشكيل الإداري للإدارة النصراوية والذي تم مؤخراً يجمع بين الخبرة والشباب والقبول وقبل ذلك الكفاءة الإدارية بعيداً عن المجاملات والمحسوبيات مما يعطي مؤشراً قوياً بأن شمس النصر التي غيبتها غيوم المشاكل الإدارية والمالية وما أعقبها من قضايا عالقة في الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أثرت على مسيرته وصورته أمام الرأي العام في طريقها للإشراق ليعود النصر مشرقاً كما عهده محبوه.