استهدفت عمليتان انتحاريتان الخميس القوى الأمنية في العاصمة التونسية وأسفرتا عن مقتل رجل أمن وسقوط ثمانية جرحى، ما يثير مخاوف من عودة أعمال العنف إلى هذا البلد مع انطلاق الموسم السياحي وقبل أشهر من الانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة. وبعيد وقوع الاعتداءات. وقعت العملية الأولى حين أقدم انتحاري على تفجير نفسه قرب دورية أمنية في شارع شارل ديغول بوسط العاصمة وأدت إلى سقوط خمسة جرحى أحدهم عنصر أمن توفي لاحقا كما أعلنت وزارة الداخلية، ثم استهدفت الثانية مركزا أمنيا. ويقع شارع ديغول على تقاطع مع الجادة الرئيسة في تونس الحبيب بورقيبة. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق لفرانس برس "أقدم شخص على تفجير نفسه بالقرب من دورية أمنية بشارع شارل ديغول في العاصمة" ما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين واثنين من عناصر الشرطة. ثم أعلن لاحقا أن أحد الشرطيين توفي متأثرا بجروحه. وقال "أحد الأمنيين اللذين أصيبا بجروح خلال العملية الانتحارية التي وقعت صباح اليوم بشارع شارل ديغول توفي". بعد فترة قصيرة، استهدف تفجير انتحاري ثان مركزا أمنيا في العاصمة التونسية ما أسفر عن إصابة أربعة شرطيين بجروح. وقال الزعق لفرانس برس "أقدم شخص على تفجير نفسه قبالة الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني" ما أسفر عن "أربع إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف أعوان الأمن، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج". وهو الاعتداء الأول في العاصمة منذ ذلك الذي وقع في 30 أكتوبر على جادة بورقيبة أيضا ونفذته انتحارية ما أسفر عن 26 جريحا غالبيتهم من رجال الشرطة. وأفادت مراسلة وكالة فرانس برس أن اشلاء، على الأرجح تعود للانتحاري، كانت على قارعة الطريق قرب سيارة الأمن التي استهدفت. ووقع الاعتداء في مكان ليس بعيدا عن السفارة الفرنسية. وبدت علامات الصدمة على المارة فيما أغلقت عدة متاجر وإدارات أبوابها. ونشرت قوات الأمن سريعا في مكان الاعتداء حيث تجمع عدة أشخاص رغم تحذيرات الشرطة. ولم تتبن أي جهة على الفور الاعتداءين. ووقعت العمليتان مع انطلاق الموسم السياحي الذي وصفه مسؤولون تونسيون بأنه واعد ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة في أكتوبر ونوفمبر. ورغم تحسن الوضع الأمني، لا تزال حال الطوارئ سارية في تونس منذ 24 نوفمبر 2015، حين قُتل 12 عنصرًا في الأمن الرئاسي وأصيب عشرون آخرون في هجوم انتحاري استهدف حافلتهم بوسط العاصمة تونس وتبنّاه تنظيم داعش. وتعلن حال الطوارئ في تونس استنادا إلى مرسوم صدر عام 1978.